مقالات

تليكتابة… متعة ٣٣ ليلة

بقلم – أسامه بدر
نعيش أيامنا لنتمتع بملذاتها ونعيش حياتنا لنستمتع بكل تفاصيلها فالمتع تختلف من شخص لأخر ، فيوجد شخص متعته الطعام والتلذذ بتناول ما يحبه من أشهي الأكلات حتى وإن كانت مكوناتها بسيطة ، وأخر متعته فى جمع المال والكثير الكثير من المتع للكثير من الناس ، ولكن متعة ما أتحدث عنه اليوم هو شيء مختلف .
٣٣ ليلة من المتعة وسط أجواء كلها روحانيات وتأتي دائما بداية المتعة عندما تكون وجهة رحلتي إلى بيت الحبيب وبالتحديد إلى المدينة المنورة .
٢٩ من شعبان ، و١٠ من مارس ٢٠٢٤ هو تاريخ السفر إلى المدينة المنورة ولتناول أول وجبات رمضان وكانت وجبة السحور .
أول أيام الشهر الكريم كان لنا خطة أنا وصديقي فى رحلة المتعة والتى كان فيها الكثير من المتع فكان التخطيط بالجلوس بالمسجد النبوي من قبل أذان الظهر وحتى نهاية صلاة التراويح ، وكنا يوميا نذهب إلى المسجد النبوي قبل أذان الظهر بما يقرب من الساعة ونبدأ بالسلام على الحبيب ونخرج من باب الخروج ونعود مرة أخرى وندخل من باب السلام لنلقى على الحبيب السلام مرة أخرى وكأننا فى سباق للدخول والإستمتاع بالأنس مع الحبيب وكانت أكبر المتع هى جبر الخواطر وتوصيل رسائل المحبين للحبيب وتبقى المتعة الشخصية وهى كيفية الإستفادة من الوقت فى العبادة والصلاة وقراءة القرآن .
من المتع التى إستمتعت بها هى خدمة الناس فبعد صلاة العصر مباشرة تجد الشباب ينتشرون بين صفوف المصليين لفرش مفارش بلاستيكيه ليتم وضع الوجبات عليها وللمحافظة على نظافة المسجد وكان الغريب فى الأمر أن من بساطة الوجبة إلا إنها كافيه لدرجة إنك تستطيع الصوم عليها لليوم التالى ومن أعظم النعم أن يكون ربك معك فى كل مكان فكان الجو معتدل ودرجات الحرارة غير مؤثرة على الصائمين .
بعد الإفطار والذي لا يتعدى العشر دقائق يقوم الشباب المتطوعين بجمع مخلفات الإفطار والاستعداد لصلاة المغرب وبعد صلاة المغرب تبدأ جلسات تناول القهوة العربي والتمر والود بين المصليين .
إستمر هذا الحال لمدة خمسة أيام هى فترة تواجدنا بالمدينة حتى غادرنا متجهين إلى مكة المكرمة لعمل عمرة شهر رمضان والتى بدأت فى بداية اليوم السادس من رمضان وتحديدا قبل الفجر بقليل وكانت المتعة الكبيرة عند دخول صحن الكعبة ولذة الإشتياق للنظر إليها والطواف حولها بنظرات كلها شوق وكأنى ألتقى بحبيبتي .
من المتع أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك
فكانت المفاجأة لما وصل إليه الأشقاء السعوديين حيث سعدت بالتطور الذي وصلوا إليه والإستعداد لاستقبال المعتمرين
وفرت القيادة السعودية وسائل مواصلات مكيفة ومجانية للمعتمرين وكنت أعتقد أنها لفترة شهر رمضان ولكن وجدت هذه المواصلات مستمرة حتى بعد الشهر الكريم .
التنظيم داخل الحرميين الشريفيين كان فى غاية الروعة تشعر أن الجنود والمتطوعين لخدمة المعتمرين يعملون كتروس بالساعة فكل وقت خلال اليوم له ترتيباته طبقا لتوافد الأعداد المتوقعه والغير متوقعه وعمل الممرات التى تسهل أداء المعتمرين للعمرة .
جلست يوم ومعى صديقي بساحة الحرم المكي فى جلسة تأمل وبوقت ما سرحت بخيالى فى ملكوت الله وكان ذلك فى يوم ٣٠ رمضان أى بعد صلاة العشاء وعلى الرخام الأبيض بساحة الحرم جاء نظرى على أبراج وقف الملك أو أبراج الساعة كما يسمونها بعض الناس وجاء واقفا جانبي ظابط من حرس الحرم المكي وظل واقفا يتابعني وانا لم أنتبه له إلا بعد وقت طويل حتى شعرت بوقوفه فنظرت إليه وكان أول سؤال له فى أيش آنت سرحان فكان جوابى فى ملكوت الله .
سعود سعد الحارثي هو أحد ظباط شرطة السعودية ومن المسؤلين عن خدمة الحرم المكي والذي وافق على التصوير معه وبالطبع عبرت له عن سعادتى من القائمين على تأمين وتنظيم الحرم المكي والتعامل الممتاز من الجنود والمتطوعين وقال أن هذا بفضل من الله وبفضل توجيهات القيادات السياسية وخادم الحرميين الشريفيين وولى عهده وكان مسرورا بثنائي على مجهوداتهم وكان رد فعله هو أننا فى بلدنا الثانى والسعودية ترحب بنا فى أى وقت من العام .
ثلاث أيام عيد الفطر
كنت أظن أن العيد فى السعودية أو فى أى دولة أخري مختلف عن العيد فى مصر ولكن وجدت أن العيد بظروفه والإحتفال به مثل مصر تقريبا ، فمعظم الظروف متاشبهة فبعد صلاة العيد يقف الشباب بالشوارع مرتدين الملابس الجديدة وبالتأكيد ملابسهم الجديدة هى زيهم التقليدي وتجد الأطفال بالشوارع لتناول الوجبات والمشروبات والتنزه فى الحدائق ولكن لا يوجد هناك ألعاب نارية مثلنا فعيدهم هناك هو الفرحة بهدوء ، وتقل مراسم الإحتفال بالعيد يوما بعد يوم حتى تعود الحياة لطبيعتها .
هذا هو المقال الثانى الذي أتحدث فيه معكم عن عمرة شهر رمضان المبارك .
متعكم الله بالصحة والعافية ورزقكم زيارة بيته الحرام وزيارة الحبيب بالمدينة المنورة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى