مقالات

تامر العراقي يكتب يوميات أثاري في رمضان

الحلقة الأولى

في البداية سوف ينصب حديثنا عن كل ما كتبه الرحالة والمؤرخين والجغرافيين المسلمين حول الاهرام في نطاق مصر الإسلامية وذلك لعرض المنظور الاسلامي حول الاهرام .
ووفقا للتتابع الزمني، يذكر أبو جعفر الإدريسي أن عدداً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا الي الاهرام والجيزة أثناء فتح مصر من بينهم الصحابي الجليل الزبير بن العوام وأمه السيده صفية و المقداد بن الأسود و سعد بن أبي وقاص و أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد تحقق الإدريسي بنفسه من الأمر تاريخيا بقوله “والذين تحققنا معرفة نزولهم بها”
أما عن محاولة الخليفة العباسي المأمون نقب الهرم الأكبر عام ٢١٦ هجرية فقد جاء في أخبار الزمان للمسعودي ص ١٣٨ بأن المأمون أراد أن ينقب أحد الاهرامات لمعرفة ما فيها من أسرار فقيل له “انك لن تقدر على ذلك” فقال لابد من فتح شئ منه ففتحت له الثلمة المفتوحة ويؤيد ذلك أبو جعفر الإدريسي أيضا .
اذا فإن الشغف المعرفي ومعرفة ما بداخل الاهرام من أسرار هو سبب نقب الهرم وليس الهدم ذاته . وهذا يتفق مع سياسة وعصر المأمون في التطلع الي العلوم والثقافات المختلفة .
فقد كشفت المصادر أن تلك المحاولة وأختيار مكان النقب كان اختيارا عشوائيا غير مخطط له وغير مدروس ولكن بعد جهد وعناء كببر و لحسن حظه أوفي بالغرض ، فقد تم النقب في موضع زلاقة ضيقة من حجر الصوان المانع الذي لا يعمل به الحديد بين حاجزين ملتصقين بالحائط ، وقد نقر في الزلاقه حفر ليمسك به السالك ويستعين به للمشي في الزلاقه وتنتهي الزلاقة إلي موضع مربع في وسطه حوض من الحجر أو (تابوت ) وأسفل الزلاقة بئر عظيمة ويقال بأن أسفل البئر أبواب يدخل منها دهاليز مخادع وعجائب.
ولكن هل هذا كل ما وجده المأمون بالهرم الأكبر ؟
يذكر بعض المؤرخين بأن المأمون لم يجد سوي تابوت فارغ!!!
ولكن الحقيقة عكس ذلك .
يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى