مقالات

قصه اشهر مشروبات شهر رمضان “العرقسوس”

متابعة محمد فوزي

شفا وخمير يا عرقسوس” هكذا اطلق عليه قديماً لما تحتوي عصارته على الكثير من الفوائد العلاجية واستخدمه أطباء المصريين القدماء لتخفيف مرارة الدواء، ويعالجون به أمراض الكبد والأمعاء، والسعال الجاف والربو والعطش الشديد .
العرقسوس أونبات السوس نبات شجري معمر ينبت في كثير من بقاع العالم مثل سوريا ومصر وآسيا الصغرى و وسط آسيا وأوروبا.
تستخرج من جذور الشجرة مادة العرقسوس، وهي أكثر حلاوة من السكر العادي ويمكن مضغها أو تؤكل كحلويات. وهناك 12 نوع من جذور العرقسوس تختلف في الطعم. كما يضاف العرقسوس إلى البيرة والمشروبات الكحولية ليعطيها رغوة، ويضاف إلى عصير الكوكاكولا والبيبسي كولا. ويمكن مضغ مسحوق العرقسوس مع بذور اليانسون للكحة أو عمله كشاي.
العرقسوس في الطب القديم.
عرفت الحضارات القديمة في سوريا ومصر والرومان والعرب هذا النبات وورد وصفه في كثير من المراجع القديمة، وأن منقوعه المخمر يفيد في حالات القيء والتهيج المعدي. وهذا النبات له قيمة علاجية عالية لدى المصريين منذ قديم الأزل، وتم اكتشافه بعهد الفراعنة حيث وجدت جذور العرقسوس بمقبرة توت عنخ آمون التي تم اكتشافها1923 ، وكان يقتصر استخدامه وشرابه على ملوك مصر القديمه .
وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن العرقسوس يحتوي على مادة الجلسرهيزين والمشتق منها مادة كاربن أوكسالون التي تساعد علي التئام قرحة المعدة والأمعاء. وعرفت جذور نبتة العرقسوس منذ أكثر من أربعة ألاف سنة عند البابليين كعنصر مقوي للجسم ومناعته, وقد عرفه المصريون القدماء وأعدوا العصير من جذوره, فقد كان الأطباء المصريون القدماء يخلطونه بالأدوية المرة لأخفاء طعم مرارتها وكانوا يعالجون به أمراض الكبد والأمعاء. وكان الطبيب اليوناني ثيوكريتوس يعالج به السعال الجاف والربو والعطش الشديد.
وقد عرفه الأطباء العرب حيث كان يستخدم كطعام ودواء ويقول عنه ابن سينا في القانون:
«إن عصارته تنفع في الجروح وهو يلين قصبة الرئة وينقيها وينفع الرئة والحلق وينقي الصوت ويسكن العطش وينفع في التهاب المعدة والأمعاءوحرقة البول ” وقال عنه ابن البيطار ” أنفع ما في نبات العرقسوس عصارة أصله وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل مع قبض فيها يسير ولذلك صارت تنفع الخشونة الحادثة في المريء والمثانة وهي تصلح لخشونة قصبة الرئة إذا وضعت تحت اللسان وامتص ماؤها وإذا شربت أوقفت التهاب المعدة والأمعاء وأوجاع الصدر وما فيه والكبد والمثانة ووجع الكلى وإذا امتصت قطعت العطش وإذا مضغت وابتلع ماؤها تنفع المعدة والأمعاء كما ينفع كل أمراض الصدر والسعال ويطري ويخرج البلغم ويحل الربـو وأوجاع الكبد والطحال وحرقة البول ويدر الطمث ويعالج البواسير ويصلح الفضلات كلها».
ويذكر أن كلمة عرقسوس تنقسم لمقطعين عرق بمعني جذر، وسوس تعني متأصل .
ويرجع تاريخ العرقسوس للقدماء المصريين ويشربه الملوك.
وقد اعتبر العرقسوس شرابا ملكيا حتى جاء الفاطميون مصر، فأقبل عليه الناس ليصير مشروب العامة خاصة في شهر رمضان، فيتناوله المسلمون بعد أذان المغرب لأهميته في القضاء على الإحساس بالعطش .
بائع العرقسوس هو أحد الباعة المتجولين، يقوم ببيع مشروب مثلج من العرقسوس كواحد من أهم المشروبات الشعبية. وعمل بهذه الحرفة كثيرون. وقد كانت الحكومة المصرية في الماضي تمنح أصحاب هذه الحرف رخصا أو تراخيص تمكنهم من ممارسة هذه الحرف أو المهن لفتح محل شربتلي أو عرقسوس في أيام الأعياد والمولد النبوي، و للترخيص مدة محددة و يجدد . وكانت هناك تخصصات دقيقة لبائع المشروبات مثل العرقسوس ، والشربات والليمونادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى