منوعات

الأول على الإعدادية بسوهاج نموذج لتحدي الحاضر وأمل المستقبل

كتب: ضياء الدين اليماني

كانت البداية في بيت متواضع وبيئة فقيرة حيث نشأ الطفل مصطفى محمد فتحي وشاء الله بحكمته أن يولد الطفل مريضاً بضعف العظام أو ما يطلق عليه ” العظم الزجاجي ” مما تسبب في إعاقته دائماً عن الحركة إذ إنه كثيراً ما يصاب بالكسور المستمرة بقدميه مما عرضه لعدة عمليات جراحية تحملت الأسرة عبئها المالي وتحمل الطقل الصغير عبئها النفسي والبدني .

ورغم الفقر والمرض إلا أن تجربة مصطفى كانت مثالا يحتذى استطاع مصطفى أن يحفظ القرآن الكريم كاملاً بالقراءات السبع ولم يشغله حفظه للقرآن عن دراسته العلمية فاستطاع ذلك الطالب المجاهد ومن خلال تشجيع أسرته ومدرسته ومعلميه أن يحقق ما لم يحققه كثير من أقرانه الذين كتب الله لهم العافية وطيب العيش فقد استطاع مصطفى أن يحصل على المركز الأول في الشهادة الإعدادية وبمجموع 280 درجة وهو ما يمثل المجموع النهائي لكل المواد الدراسية

هذا التفوق لم يكن بمفرده ليلفت الأنظار إليه لكن الملفت حقا للنظر هو هذا الصبر وتلك العزيمة والإصرار على التفوق رغم المرض وعدم الحركة ورغم ضيق العيش ؛ الملفت للنظر هي تلك الكلمات البليغة الرشيدة التي تصك آذانك بمجرد أن تتحدث مع مصطفى كلمات مضيئة بالأمل مشتعلة بالحماسة تنظر في عينيه فلا تشعر أنه مريض محروم من المرح واللعب كالأطفال في مثل سنه بل ترى بريق التحدي وحب المستقبل الذي ينقص كثيراً من الأصحاء كبارا وصغارا .

التفوق الذي حققه مصطفى لم يكن تفوقا دراسياً فقط فكم من متفوقين في الدراسة ! ولكنه كان تفوق على الظروف والتهميش والمرض كان تفوقاً على تلك الرقدة الطويلة التي فرضها المرض على طفل صغير حياته في الحركة والنشاط

كل هذه الظروف جعلت الدهشة من تفوقه تصيب المسؤولين عن التعليم في محافظة سوهاج بداية من وكيل وزارة التربية والتعليم إلى المعلمين في مدرسته الإعدادية الحديثة بمدينة طهطا ؛ هذا التفوق المحاط بالمرض والفقر جعل مدير إدارة طهطا السيد فاضل النحاس ورئيس مجلس المدينة السيدة فريدة سلام يذهبان ليكرما مصطفى داخل بيته وبين أسرته ولسان حالهم ومقالهم يقول : المكرمون يأتون إلينا ليكرموا ونحن نأتي إليك لنكرمك ؛ وبين لحظات التكريم تأتي العطايا التي ساقها الله لمصطفى متمثلة في رعاية أسرته والعناية بحالته المرضية والوعد بمساعدته في رحلة تحديه حتى يكون مهندساً كما يتمنى فهو عبقري في مادة الرياضيات كما يشهد له معلموه وكما يشهد مدير مدرسته الذي يملأ قلبه حب مصطفى كما ملأ قلب كل من رآه .

صورة ناصعة تحفل بتحدي الحاضر وأمل المستقبل وتحكي للجميع أن الله حكيم كريم يسلب منك بحكمته نعمة ليمنحك برحمته ألف نعمة فسلام على الصابرين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى