سياحه وآثارمقالات

قصة إنقاذ معبد نقلوه على السكة الحديد

كتب نصرسلامة

شهدت اعمال إنقاذ اثار النوبة طرق متعددة للحفاظ على معابد النوبة جنوب مصر من تهديدات مخاطر الغرق تحت مياه نهر النيل بعد بناء السد العالي.
وقد شاركت حوالي 50 دولة من دول العالم في اعمال انقاذ اثار النوبة بما لديها من اموال وخبرات فنية في اكبر حملة انقاذ دولية للتراث الانساني في العصر الحديث عام 1960.
تنوعت مباني معابد النوبة بين المنحوتة بالصخر والمبنية من بلوكات الحجر، وادى ذلك الى اختلاف طرق التعامل في فك واعادة بناء المعابد، فنجد اعمال قطع عن طريق النشر لبعض المعابد المنحوتة في الصخر مثل معبد ابوسمبل، واعمال فك واعادة بناء للمعابد المبنية من الحجر مثل معبد كلابشة.

إنقاذ معبد ابوسمبل
إنقاذ معبد ابوسمبل

معبد عمدا
كان معبد “عمدا” من ضمن معابد النوبة التي تم تفكيكها ونقلها من مكانها الأصلي لمسافاة بعيدة، يرجع بناء معبد عمدا الى الملك تحتمس الثالث من عصر الدولة الحديثة في القرن 15 ق.م.، وأكمله ابنه أمنحوتب الثاني ثم حفيده تحتمس الرابع وقام الملك رمسيس الثاني بوضع اسمه على المدخل من الشمال،وحدث بعض التلف بالمعبد خلال فترة حكم اخناتون، إلا أنه تم إصلاح هذا التلف على يد “سيتي الأول”.

معبد عمدا
معبد عمدا

يشتهر معبد عمدا بأهمية بالغة، نظرًا لموقعه الإستراتيجي الذي يؤكد السيادة المصرية على الحدود الجنوبية ويظهر ذلك واضحًا من خلال المناظر التي حرص الملوك المصريين على تسجيلها على جدران المعبد؛ ومن أهم تلك النقوش نقش الملك “أمنحتب الثاني” الذي يوثق انتصاراته بحملة سوريا (١٤٢٤ ق.م)، وكذلك نص يسجل اكتمال بناء المعبد في العام الثالث من حكم الملك “أمنحتب الثاني”، وكذلك منظر آخر للملك “مرنبتاح” يوثق نجاح الملك في صد الهجمات الليبية على الحدود المصرية (١٢٠٩ ق.م).

انقاذ معبد عمدا
قامت البعثة الفرنسية العاملة بمشروع إنقاذ أثار النوبة عام 1962 بنقل معبد عمدا كقطعه واحده، بطريقة انقاذ مختلفة تماما عن باقي عمليات الانقاذ، حيث تم تربيط المعبد كله وكأنه صندوق كبير ونقله على 3 خطوط حديدية مزدوجة من مكانه الأصلي إلى المكان الجديد، وذلك عن طريق وضع قضبان حديديه أسفل أساسات المعبد وتحميل المعبد على السكك الحديدية وجرها لمسافة مائه متر يوميا حتى استقر في مكانه الجديد على بعد حوالي 2،5 كيلو متر.
كانت المشكلة التي واجهت طريقة النقل هى عدم كفاية الخطوط أو القضبان الحديدية، لذلك كان الفنيين يقوموا بفك الأجزاء الخلفية من تلك القضبان وتركيبها مرة أخري أمام المعبد في اتجاه النقل للمكان الجديد حتى وصل المعبد إلي موقعه الحالي على بعد حوالي 170كيلو متر جنوب مدينة اسوان ويقع بالقرب منه معبد الدر ومقبرة بنوت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى