مقالات

الألم لا يدوم ، والنجاح لا ينتهى 

بِقلَــم / مَريَّمــ يَاسِــر فَوزِى .

جميعُنا نتمنَّى دائماً حياةً خاليةً مِن المشاكل والعقبات؛ ونقضي حياتنا نبحث عن الراحة والحياة اليسيرة ،

ولكن في الحقيقة إن رزقنا الله هذه الحياة التي نحلم بها، لن نرتاح أبداً..

ستسألون كيف؟

كيف لا يرتاح الإنسانُ الذي لا عقبات في حياته؟

هذا الشخص الذي لا مشاكل في حياته؛ لا خبرة عنده أيضاً،

ولا يملك قوة التحمل، ولا يملك حكمة التصرف في الأمور،

ولا يستطيعُ أن يحلُم ؛ لأن كُلَّ ما يتمناهُ يجده أمامه ،

ولا يعرفُ طعمَ التعبِ من أجلِ الوصولِ إلى أهدافه؛ لأنه يصل لما يُريد بلا تعب، وستكون الحياة رخيصة ومملة بالنسبة له؛ لأنه لم يتعب أبداً للحصول على أي شيء مما يملك،

وعندما سيختلط بالناس سيكون فارغ الذهن لا عقل لديه لأنه لا يملكُ أي خبرات في الحياة ؛ فالخبرات دائماً تأتى من وسط الشدائد..

فسيكون بلا تفكيرٍ أمام الجميع ، ولن يستطيع إعطاء النصيحة لأحد ؛ ولا حتى لنفسه!

وحينما يسقط يوماً؛ لن يستطيع النهوض أبداً..

فكيف نتمنى أن نكون هكذا ؟! هل هذه هي الراحة ؟

وكيف لم ندرك أن العقبات التي تواجهنا والمشاكل التي تُهدد استقرارنا، والمواقف التي أبكتنا مراراً ؛

هي التي صنعت منا ما نحن عليه الآن؟!

دعوني أخبركُم أمراً _

الناس في الشدائد ينقسمون إلى نوعين :

النوع الأول:

هو الشخص المستسلم ، والمحب لدور الضحية دائماً ، ويرتاح حينما يُشفق عليه الآخرون ، والحقيقة أنَّ الناسَ من هذا النوع كثيرون..

فالكثير يعيش في دور الضحية دائماً في علاقاته بالآخرين وفي مواقف حياته ويشكوا دائماً للجميع كم أنه شخصٌ مضحِّى، وكم أنه عاني في علاقاته وممن حوله، وكم خذله الكثيرون ، وكم أنه واجه العديد من العقبات التي حطمته.

ونتيجةً لذلك؛ فإنه يحصل على الشفقة التي يُريدها في عيون من يشكوا لهم، ثم بعد فترةٍ ، يعيش دور الضحية مرةً أخرى، لأن من شكَي لهم خذلوه أيضاً.

وبعد فترةٍ لن يجد من يهتم لأمره ويُربت على كتفه كما كان يأمُل.

وهكذا تدور الدائرة ؛ وهو المظلوم والمتألم دائماً

ثم يأتي بعد فتره ليست بقليله، ويكتشف أنه وحيد، وأنه لم يحقق شيئاً يُذكر.. وحينها يتحطم نفسياً ، ، ولا يستطيع فعل أي شيء ولا يستطيع أن يعيش حياة طبيعية او أن يحقق اهدافه كما كان ينوى..

وسيظل مستمراً في ألمه وفشله الذي لن يتغير .

وهذه الدائرة التي شرحتها لكم باختصار، هي أخطر دائرة وقعنا فيها في وقتنا هذا، وهي أكثر الدوائر انتشاراً بيننا..

ولكن هذا النوع لا ينجح أبداً ، وحينما يتقدم في العُمر ويجد أنه لم يحقق شيئاً؛ سيظل يشتكي من آلامه التي مرت عليها السنين.. 

ويسمح للمشاكل أن تؤثر عليه تأثيراً سلبياً دائماً، فلا يستفيد منها ولا يكتسب الخبرة، فتظل حياته دائماً مظلمه وفاشله..

أما النوع الثاني؛

وهو الأهم، هو الذى يستغل العقبات دائماً لصالحه، ويصنعُ من ألمه أملاً له وحافزاً للنجاح، ولا يخضع للسلبيات ولا يراها ، بل ينظر كيف سيستفيد من هذه العقبة في المستقبل ، وهذا النوع لا يستسلم أبداً ، 

وفى الحقيقة لن تجده يشتكى مُطلقاً ؛ فلا وقت عنده للشكوى ، فهو يستغل كُل وقته في التعلم من مشاكله واكتساب الخبرة منها ، ومع الوقت تقل أخطاءه وعثراته بسبب خبراته..

ودائماً ما يكون مرجعاً لغيره حينما تشتد عليهم الحياة بعقباتها، وتجده دائماً ممتلئ الفكر وصاحب رأى ونصيحه،

ودائماً تكون معرفته كنز لمن حوله ، ويكون ناجحاً في حياته، ولا يسمح لعقباته أن تعطله عن أهدافه؛ بل يستغلها لتحقيق ما يتطلع إليه ويأخذ منها الإيجابيات، وهذا هو النوع الأكثر أملاً ؛ حتى وإن كان الأكثر ألماً..

كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرُ الناس هماً، ولكنه كان أكثرهم تبسُما..

فلِمَ لا نكون من هذا النوع ؟!

• ربما سنبكي، وربما سنسقط ونتألم، ولكن يجب ألا نجعل هذا الألم يأسرنا بداخله، بل يجب أن نجعل ، آلامنا هي مصدر قوتنا وطاقتنا، فالآلام وحدها هي التي ستجعل منا شخصاً أنضج وأقوى.. 

ومع مرور الوقت، لن يعود الألم يزعزعنا كالسابق، ولن نبكى في كل مره، ولن نُهزم ، بل سنتقدم، سنكون أفضل، وسنكون قدوةً لغيرنا وأملاً لهم..

وبدلاً من أن نكون قصةً تستعطف من حولنا، سنكون قصة عظيمة تبعث فيهم الأمل وتكون حافزاً لهم للنجاح..

وسنُرى الجميع كيف يُولد النجاح من رحم الألم، وكيف تبنينا العقبات بلا شكوى..

فالفاشل دائماً هو الذي يبحث عن الأعذار؛ بينما الناجح يبحث عن الحلول

• إذاً لتحذف الفشل والاستسلام من قائمة اختياراتك

• وعندما تشعر أنك على وجه الاستسلام ، تذكر أولئك الذين يتمنون رؤيتك تفشل..

• ولا تذهب إلى سريرك منكسراً أبداً، بل ابق مستيقظاً وقاتل حتى النهاية..

》فالألم لا يدوم ؛ والنجاح لا ينتهي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى