هل أنا رواية؟
بقلم: عبد القادر زرنيخ
هل أنا حلم يراودني كذاتي الممزّقة؟
أم رواية تأخذني لأبجدية؟
تنام الأحلام على دروبها،
••••
ربّما تاه الصمت بدواتي.
ربّما حارت الأقلام بسؤال يراودني:
••••
“من أنا إذا تاهت السطور؟”
“من أنا إذا تلوت العبور؟”
ربّما التفاصيل حرة،
••••
لكني مقيد خلف السطور.
وبتّ بذات لا أعلم ثناياها،
كذاكرة بلا حروف.
••••
هل أنا رواية أرهقت السطور؟
مقال ربّما أرق وعي الحروف؟
هل أنا جملة لا مفردات بها؟
••••
أم ضاع الوحي بالصدى؟
فهل الصدى قصيدة ذاتية؟
تحملني بلا وعي أبجدي؟
••••
تمسكني بلا قيد خرافي،
وعدتُ خارج السطور.
وكرّرتُ السؤال مرة ثانية:
••••
“هل أنا الذات بلا عنوان؟”
“أم العنوان بلا ذات؟”
وتلوتُ قصيدتي الضائعة:
••••
“من أنا؟”
كنتُ،
وما زلتُ،
••••
أبحث عن ذاتي المعلّقة،
بين الربيع الجائر والدواة القاتمة.
أفندُ الأوراق عن عبارة وطنية،
••••
ربّما أجدُ ذاتي عند الأبجدية.
وألملمُ شتات قصائدي،
لغربة قد تفوق الحروف القائمة.
••••
فالذات ثكلى بأقلامها،
والوطن ينتظر.
كان،
••••
وما زال،
الوطن عبارة نجهل تفاصيلها.
فالحب كالورق،
••••
مزّقته السنون بأمانينا.
الوطن رواية
لا بل قداسة.
••••
ربّما الأيام دنّست عنوانها،
وتاه الحبّ بالحرب.
وماعرفنا أن للأيام وحيًا،
••••
سيزورنا رغم المحن.
ما بين الوعد وضبابية العبارة،
وجدتُ الكلمات خارج الميعاد.
••••
ربّما نسيتُ أنّني بغياهب السطور،
ربّما نسيتُ أنّني من ذاكرة قاحلة،
أرقتها غربة الصور.
••••
فالوطن كحبة القمح أمام المطر،
ينتظر وينتظر، ونحن بالضمائر نستعر.
على هذه الحروف،
••••
عالم أبجدي،
فردوس خفي،
يعيدني لأحلامي المنسية.
••••
ربّما الأمطار خذلتني أمام الصور،
وبتّ بلا قصيدة على اعتاب اللقاء.
فأنا الشاعر المنسيّ خلف السطور.
••••
على هذه السطور،
قصيدة ربّما أضناها القدر.
فالكلمات حرة أمام صمت العبور.
••••
حلم يناديني من بعيد،
على صدى الذكريات الراكدة.
قد دونتُ آمالي كالربيع الماطر،
••••
تارة يفرح بأسدلة الشمس العابرة،
وتارة يبكي تحت تمتمات القمر الساهرة.
على هذه الدروب،
••••
ما تنقشه الأيام،
فهوى منسيّ المقال،
والرواية ثكلى بدواتها،
••••
وعاد الرسم أدراجه البعيدة.
وبتّ أكتب خلف الأوراق،
منسيّ العبارة، منسيّ الدواة.