شائعات واشتباكات ونزوح محدود للسكان.. أجواء ضبابية تخيم على دمشق
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
تعيش العاصمة السورية دمشق، اليوم السبت، حالة من الترقب والهدوء الحذر، وسط أجواء ضبابية وانتشار للشائعات مما يزيد من حالة القلق بين السكان.
وفي مداخلة مع قناة الغد، صرح الصحفي محمد طوالبة، قائلًا «خلال الساعات الأخيرة، لا توجد أي تفاصيل يمكن ملاحظتها داخل دمشق».
وأشار إلى وجود أخبار متداولة عن أصوات اشتباكات في بعض المناطق القريبة من ريف دمشق الجنوبي، حيث يسمع سكان تلك المناطق أصواتًا متفرقة.
ومع ذلك، أكد طوالبة أنه لا توجد أي مظاهر غير طبيعية داخل العاصمة حتى الآن، باستثناء نزوح بعض المدنيين إلى أماكن يعتقدون أنها أكثر أمانًا.
وأشار طوالبة إلى تقارير تفيد بوصول بعض الفصائل المسلحة إلى مناطق في ريف حمص الشمالي، حيث تتواجد قوات من الجيش السوري.
كما تحدث عن استمرار الضربات الموجهة لتلك المجموعات في مناطق وسط ريف حمص، لكنه أكد عدم توافر أي أخبار موثوقة بشأن تلك الأحداث خلال الساعات الماضية.
انقطاع الاتصالات والكهرباء
وقال طوالبة في مداخلته «يشهد الوضع انقطاعًا في الاتصالات، مما يجعل الحصول على معلومات دقيقة أمرًا صعبًا، خصوصًا مع الانقطاعات الطويلة في الكهرباء التي تصل إلى 16 ساعة في بعض مناطق دمشق».
وذكر أن حالة من الضبابية تزيد مع تضارب المعلومات بين البيانات الحكومية وتلك الصادرة عن الجماعات المسلحة، مؤكدا أن هذه الظروف دفعت المدنيين للبحث عن أماكن آمنة، في ظل غياب مصادر الأخبار الصادقة وشح التصريحات الرسمية.
وأوضح أن الحركة في شوارع دمشق تراجعت بشكل ملحوظ، مع إغلاق العديد من المحال والصيدليات.
وأشار إلى أن أصحاب المحال يجلسون أمام متاجرهم بدافع الحماية، فيما تنتظر العاصمة أخبارًا مؤكدة أو تغييرات رسمية تعيد الطمأنينة للسكان.
على الرغم من ذلك، أكد طوالبة أن مناطق مثل حي المزة، وساحة المحافظة، وساحة الميسات، وركن الدين، وبرزة ما زالت آمنة. والحياة اليومية مستمرة في هذه المناطق، حيث ينتشر أفراد شرطة المرور وكذلك أقسام الشرطة تعمل بشكل طبيعي.
«سقوط دمشق»
من جانبه، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، اليوم السبت، أن سقوط الحكومة السورية وسيطرة المتمردين على العاصمة دمشق «مسألة وقت» فقط.
وأوضح عبد الرحمن، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، أن الأحداث الأخيرة في سوريا تشير إلى تراجع قدرة الحكومة على السيطرة على الميدان.
في المقابل، تحاول الحكومة السورية التصدي لتلك التوقعات من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية.
وصرح وزير الداخلية السوري، محمد الرحمون، عبر التلفزيون الرسمي، بأن «طوقًا أمنيًا لا يمكن لأحد خرقه فُرض حول العاصمة دمشق». كما دعا المواطنين إلى البقاء في منازلهم حفاظًا على سلامتهم.
من جهته، أعلن متحدث باسم الجيش السوري أن «القوات المسلحة قامت بتعزيز خطوط انتشارها في جميع أرجاء ريف دمشق والمنطقة الجنوبية».
وأضاف أن تلك الخطوات تهدف إلى منع الفوضى التي يحاول «الإرهابيون خلقها عبر منصاتهم وخلاياهم النائمة في بعض المناطق».
تضارب الأنباء
وفي ظل تصاعد الأحداث، أثار غياب الرئيس السوري بشار الأسد عن المشهد تساؤلات عديدة. ونقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن هناك تزايدًا في الاعتقاد داخل إدارة الرئيس جو بايدن بإمكانية سقوط حكومة الأسد في غضون أيام.
وأشارت وكالة بلومبرغ إلى احتمال وجود الأسد في العاصمة الإيرانية طهران، بناءً على مصادر مطلعة.
بينما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بناءً على معلومات متوفرة لديها، أن الأسد لا يزال في دمشق.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، دعت القيادة العامة للجيش السوري المواطنين إلى «عدم تصديق الشائعات والانجرار خلفها».
تقدم مفاجئ
كان الهجوم العسكري الذي شنته الفصائل المسلحة في سوريا منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني قد صدم دول المنطقة، وأثار المخاوف من موجة جديدة من عدم الاستقرار، فيما قالت قطر، اليوم السبت، إن الحرب الأهلية تهدد وحدة أراضي سوريا.
وحققت الفصائل تقدما سريعا بعد السيطرة على مدينة حلب ثم توجهت بعدها لانتزاع حماة وحمص، ما اضطر الجيش السوري للعمل على عدة جبهات.
اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على شكل انتفاضة اجتذبت قوى خارجية كبرى وأتاحت المجال لجماعات إرهابية للتخطيط لهجمات في أنحاء العالم وأدت إلى نزوح ملايين اللاجئين السوريين إلى دول مجاورة.
ويقول مسؤولون غربيون إن الجيش السوري في وضع صعب إذ لم يتمكن من وقف مكاسب الفصائل المسلحة واضطر إلى التقهقر.