Uncategorized

رواية لم تولد منذ اكثر من عامين ف الولادة عسيرة هذا مشهد منها

رمزى دحرج
…………….
في هدأة الليل الأخر؛ و في الربع الأخير منه
يخرق صمت السكون هناك
هناك في البناية المجاوره
هناك طفلان يبكيان
يتصادف الوقت و على سلم البناية
انه يتصادف الوقت… كلا
انه يتواعد القدر؛ لقد حان وقت البكاء
على سلم البناية….. قطان يموءان
أنهما مشتركان؛ متشابهان
انه لحن الحياة، يعزفه ضدان
في تناغم الوجدان؛ الأنين واحد.. و البكاء جهور
لقد حان وقت البكاء.. عله يخترق جدارات الصمت
انه بالفعل اختراق لصمت القبور
عله ينزعج الجاثمون
اجلس في شرفة البيت أنفث الغليون؛ دوائراً في فضاء محتوم
كم أحسدهم
حينما يريدون ان يبكون، يجهرون
و إن أُختلفت المناجاه، أنهما يتناغمون. يتفاهمون و قد يتفقون
فعلام يبكون؟
هم وحدهم…… يعرفون
إني احسدهم انهم و أنينهم….. يصرحون
ليتني استطيع ان افعل فعالهم
ان اصرح بالأنين
ان ابكي بكاء امين
ان اخترق خد هذا الصمت المهين
ان يقال لي كن تراباً…… فكنت
لولا أن تفندون
اريد ان اجهر بالبكا
على هؤلاء الموتى… كيف على أقدام يترجلون ؟
في رحلة الحياة
كيف نرى كثير من الذين يتركون لنا ألماً ؟
كيف نرى الذين يتهكمون
كيف انهم يتركون فينا كلمة ألم و حزن يطفوا على ذاكرة الأيام
كيف لهم يشعرون.؟
أ هم فعلاً بعذاباتنا يتلذذون؛
أم انهم لا يدركون
اننا منهم لمنفرون
يا ويلهم… من مغبة فعالهم سيحصدون
انهم بالفعل لا يدركون
مقدار تلك المعاناة التي لنا يتسببون في عتمة هذي السنين
و حلكة الليل البهيم
و لم يزل الطفلان يموؤن
و كذلك القطان يبكون
و أنا….
و أنا في شرفة هذا البيت العتيق أنتظر الفجر إنتظاراً
انه لإنتظار طويل….. و لكن
متى يعلن عن مجيئه….. و يجيئ.؟
ان الروح قد قاربت الحلقوم
انها قد فاقت المريئ
فهل نفيئ…..؟
رمزى دحرج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى