Uncategorized

رفقا بالقوارير

 
بقلم نهى فوزي حمودة
لا شك أنه في ظل الديمقراطية والتطور الغربي الحادث في الدول المتقدمة وما تحصل عليه المرأة في مجتمعات الغرب من حريه تامة تحظى الفتاة بحرية الإختيار فهي مخيرة في كل شيء.
تمتلك الحق في إختيار نوع الدراسة ولها الحق في تحديد مصيرها التعليمي والحق في فعل ما يحلو لها.
ولكن يحكمها في دول العالم الثالث العادات والتقاليد فلا تمتلك الحق في الإقدام على شيء إلا بعلم الأب ومراقبته.
جميل هذا ولكن أن يذهب هذا الحق عندما يتعلق الأمر بتحديد المصير فالأب يرى الأفضل لابنته ويعلم الصالح لها لا خلاف على ذلك ولكن تبقى الفتاة هي الأعلم بحياتها والأحق بتحديد مصيرها.
فالبرغم من المستوى التعليمي التي تصل إليه الفتاه في الحضر والريف وتحسين المستوى الفكري والخروج عن المألوف تتمتع فتاة الحضر بالحريه المطلقه وتبقى فتاه الريف مقيده بحكم العادات والتقاليد فهي مجبرة دائما علي الطاعه؛ طاعه ولي الأمر لا خلاف على ذلك ولكن ما فائده الطاعه حينما تكون الفتاة مرغمه عليها خاصة عندما يتعلق الأمر بالزواج.
فمازال الجهل يسيطر على العقول رغم تواجدنا في القرن الواحد والعشرين فمازال الأب يُرغم إبنته على الزواج لكون العريس من العائله او لكونه ذات مستوى مادي رفيع دون الاهتمام بمن تفضل الفتاه، ودون الانصياع لرغبتها في اختيار الشريك المناسب لها، فلا يعنيه ما إذا كانت الفتاة معارضة لهذا الشخص أم لا.
فهي مجبره على الطاعه لا مفر ولكن كيف الطاعه في أمر كهذا فلا طاعه لمخلوق في معصية الخالق.
لقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم” لا أرى للمتحابين إلا الزواج”
هكذا أوصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولكن أبعدنا الجهل والتخلف عن الإمتثال لتعاليم دينا الحنيف.
قد يتساءل الجميع أين المعصية في أمر كهذا فالاب هو الأدري بمصلحه إبنته ويرى مالا تراه. فإذا كان الأمر كذلك لما أعطي الله الفتاه الحق في اختيار شريك الحياة ولما منحها رخصة القبول والرفض.
فإذا كان الله قد أعطاها هذا الحق كيف للأهل ان يسلبوها إياه فلا يهتموا لرغبتها ولا يشغلهم ما إذا كانت تنشغل بآخر فكون الاب وافق على العريس فلا سبيل للرفض ولكن.
قد تنجح مثل هذه الزيجات ولكن في حاله إذا ما كان هناك من يحتل قلب الفتاة وإن لم يكن هناك من يحتل القلب أيضا تبقى نسبه النجاح ضئيلة ويعاني الناس الإنفصال والطلاق ويبكون سوء الحظ.
فما أسوأ من حظ الفتاه إن كانت هي الضحية فرفقا بالقوارير ولا تعدي على ابسط حقوقهن فلا تمنع ما منحه الله لئلا تدفع هي الثمن أولا وأخيراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى