Uncategorized

موعد مع الرئيس

كتب/ محمد حجاب
انهمرت الدموع من عيني عندما اتصلت بي سيدة مسنة تجاوزت من العمر ٧٣ عاما وهي تحدثني بقلب مؤمن واثق في الله واعي جيدا كلمه وطن بما فيها من شرف وعرض وبما تحمله الكلمة من الوطنية والانتماء وتطلب مني ان اساعدها لتقابل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي .
توقفت عن الكلام للحظات لكي اتماسك حتى أكون قادر على الرد ولا اشعرها بحالتي النفسية نتيجة اتصالها بي وتخيلت لو كان بمقدوري فعلا تنسيق لقاء يجمع بينها وبين فخامة الرئيس لما ترددت لحظه .
ولكني سرعان ما عدت ادراجي نزولا الي ارض الواقع لعلمي ويقيني ان هناك الآلاف بل الملايين يتمنوا هذا اللقاء مع الرئيس .
الحقيقة موقف صعب افقدني توازني وانا اسمع هذا الصوت المتحشرج الملييء بالحزن .
وما تحمله من العبارات الطيبة وتدعوا للمعالي السيد الرئيس ولجميع اجهزة الدولة وتدعو لمصر ان يخرجها الله من كبوتها وتدعو لي انا شخصيا ان يوفقني الله ويسدد خطاي وينصرني على من يعاديني وينصر فخامة الرئيس علي من يعاديه ويجعله عون وسند لكل المصريين .
ثم تقول انها تعلم حجم مسؤولياته وتسأل الله له العون وتتوقف عن الكلام للحظات وكأنها تشعر بحجم المسؤولية التي وضعتني فيها .
ثم تعاود لتقول لي اعذرني يا ابني الحقيقه اني اعاني معاناة كبيرة جدا وانا اقف على عتبة دنياي و تجاوزت من العمر ارذله وزوجي متوفي واتحمل من المسؤوليه الكثير والكثير واكافح وانا مريضه في ايام قاسيه وعندي من الأبناء اثنان رجال الكبير يعمل في مجال البناء وهو للأسف مريض غضروف يعمل يوم ويبقى عاطلا لعدة ايام بل شهور بسبب توقف حركة البناء في مصر ..
والثاني شاب في ريعان شبابه وتعرض لحادثه اصطدام سيارة وأصيب بمرض بالمخ وغير قادر على العمل ودخلها الشهري مبلغ 1700 جنيه وهو معاش زوجها المتوفى منذ أعوام عديدة وتقيم بشقه ايجار مؤقت ومعاشها لا يكفي إيجار مسكنها التي تقيم فيه وهي مريضه وتحتاج الي علاج هي وابنائها غير متطلبات الحياة من قوت وكساء والتزامات مثل فاتورة كهرباء وغاز ومياه وخلافه .
كانت تتكلم بصعوبه بالغه غير قادرة على انتقاء الكلمات وتتوة منها العبارات .
كانت تتكلم على سجيتها كأي امراة عجوز دار بها الزمن ووصلت إلى مرحلة متأخرة من العمر وهي تعاني الأمرين بسبب صعوبة الحالة المعيشية وقسوة الحياة .
وكنت اسمعها بكل اذان صاغيه و كنت صامت أغلب وقت المكالمة التي استغرقت 25 دقيقة والتي مرت عليا وكأنها عدة ساعات اعتصر فيها فؤادي من شدة الالم والحزن حتى فاضت عيناي بالدموع ولم تتوقف خلال مدة المكالمة .
لا اعلم من اين اتت برقم هاتفي ولم أسألها حتى لا اسبب لها حرج ولكني سرعان ما تذكرت ان رقم هاتفي مقترن بصفحة الحملة الرسمية لفخامة السيد الرئيس بمحافظة بورسعيد والتي تشرفت بتكليفي بمنصب منسق عام حملة سيادته الانتخابية بمحافظة بورسعيد .
والحقيقة أنني تلقيت الكثير من المكالمات منذ تولي سيادة الرئيس مهامه الرئاسيه سنه 2014 وحتى الان وكنت اقوم بمساعدة الناس بطريقه فرديه لم اطلب من اي جهة ابدا مساعدتي في حل مشاكل الناس ولكني كنت أطرق الأبواب الشرعية في الحل وكان الله عز وجل يوفقني وحققت الكثير من مطالب الناس قدر المستطاع ولكن هذه المكالمة كانت من نوع آخر وهو النوع الذي انتابني فيه إحساس بالعجز عن الحل .
فالمشاكل التي كنت أسعى بحلها كانت عبارة عن التوسط لإنهاء خلاف بسيط بين الناس أو توظيف احد الشباب او طالب تاخر سنه علي موعد الدراسة فكنت اطلب من احد اصدقائي بالتربية والتعليم حل المشكلة فسرعان ما تنحل او احد الاشخاص يتعرض لظلم في مجال عمله بالتدخل لرفع الظلم من عليه لصلتي القوية برئيسه المباشر أو بصاحب العمل الذي يعمل معه .
أو شخص يطلب مساعدة الدولة في مبادرة تكافل وكرامة فاسعي له بتقديم أوراقه للحصول على موافقة الجهه المختصه .
أو مجموعة من الناس لديهم مشكلة مثل المياه او الكهرباء او السكن فاقوم بعرض مشاكلهم على الرأي العام ضمن عملي الإعلامي .
الحقيقه لم ادخر جهد ابدا لخدمة الناس ويعلم الله عز وجل اني لا ابتغي من ذلك الا رضا الله والسير إلى طاعته وابتغاء مرضاته .
ولكن هذه المكالمة أفقدتني توازني تماما لدرجة الدموع والمدهش في الامر اني كنت جالس في غرفتي في حاله مزاجيه سيئه للغايه لظروف خاصه بي لست بحاجة لعرضها في مقالي هذا فحاجتي من الله وشكواي له هو وحده وهو الكريم الذي لا اله الا هو دائما مجيب دعائي ومعي في كل وقت وحين له الحمد والشكر على نعمه التي لا تعد ولا تحصي .
وعندما وجدت نفسي في هذه الحالة سرعان ما توضأت وصليت وامسكت بسبحتي واجري الله ذكره على لساني فاطمئن قلبي .
ثم أفزعني صوت هاتفي وأخرجني من خلوتي وكانت السيدة المسنة التي اوجعت قلبي بحديثها الذي أصبح لسان حال أغلب الناس هذه الأيام وهو قسوة الحياة وصعوبة العيش وسط غلاء الأسعار وقلة الدخل وهو الحديث الدائر هذه الأيام في كل مكان في وسائل المواصلات أو في شبكات التواصل الاجتماعي أو على المقاهي او داخل أروقة الدولة بين الموظفين في كل القطاعات .
والحقيقة هي مأساة من الدراما الإنسانية اليومية التي يعيش فيها الجميع وكأنه كابوس او شبح يهدد الجميع في ظل هذة الحاله الاقتصاديه الصعبه التي تمر بها البلاد والتي انعكست على أفراد الشعب حتى طالت الجميع بلا استثناء وبلا رحمة أو هوادة .
و ان الأمر بات شبح يؤرق الجميع وان الحالة الاقتصادية للبلاد ساءت لدرجة صعبه فالجميع يئن والجميع يتحمل اقصى انواع الضغوط النفسية والعصبية بسبب الحالة الاقتصادية التي نعاني منها جميعا .
السادة القراء بني وطني الأعزاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اكتب هذة الكلمات وانا اعي تماما مدى عمق الجرح ومدى أهمية ما يحدث وانعكاسه على المجتمع وما خلفته الحالة الاقتصادية من آثار جسيمة مثل ارتفاع معدل الجريمة نظرا لتعطل الكثير عن العمل بسبب بعض القرارات الغير مدروسه فمثلا :- قانون البناء الذي اوقف اكثر من 20 مليون بكافة القطاعات فها هي مصانع الاسمنت والحديد والأخشاب والبويات ولوازم العمارة بكافة انواعها اغلقت ابوابها وايضا شركات المقاولات ومكاتب السمسرة وتأثر الجميع بسبب هذا القطاع وتوقفت معه حركة السيولة النقدية التي تساعد على دوران السوق .
وايضا:- قرار البنك المركزي بوقف الاستيراد والعمل بالاعتمادات المستنديه وعدم توفير العمله للاستيراد بطريقه متعمدة من البنك المركزي وهذا القرار الخاطئ الذي أوقف الاستيراد وادي الي تعطل الملايين عن العمل من شركات الاستيراد وشركات التخليص الجمركي والمصانع التي تستورد مستلزمات إنتاجها وهذا القطاع العريض الذي توقف بسبب بعض القرارات الجائرة من بعض الوزارات والغير مدروسة أدت في النهاية إلى شلل السوق وتشريد العمال وتوقفت عجلة الإنتاج عن الدوران مما أثر سلبا على المجتمع وانتشرت الجريمة بشكل مفزع هذة الايام وللاسف سوء الأحوال الاقتصادية أخرج أسوأ ما في هذا الشعب من خلافات هنا وهناك وتغير السلوك العام الضابط للمجتمع و تغيرت أفكاره .
وكان لابد من التنويه عنه ودق ناقوس الخطر لكي نبادر بتدارك هذة الاخطاء تمهيدا لحلها حفاظا على الأمن العام وسلامة الوطن وسلامة شعبه العظيم العريق .
الاخوة والاخوات كتبت هذة الكلمات و عبرت عن الوضع الراهن وما آلت اليه الامور واشهد الله اني لا ابتغي من كلماتي هذة الا الصالح العام وكل كلمة في هذا المقال هي حقيقة دامغة يعلمها الجميع ولا تخطئها عين واعلم ان مقالي هذا هو لسان حال الكثير والكثير من أفراد الشعب واعلم تمام العلم ان كلماتي هذة ستصل فخامة الرئيس وسيقرؤها حرفا حرفا
ولذلك أضع هذة الأمانة بين يديه نسأل الله له العون والتوفيق
حفظ الله الوطن وحفظ شعبه الاصيل ورئيسه البطل وايد الجميع بنصر الله وعزة ورحمته التي وسعت كل شيء .
وختاما رقم تليفون السيدة التي اتصلت بي متاح أي وقت لمن يهتم بحالها او يقدم لها العون والمساعدة وسلاما على قلوب الرحمه والانسانيه .
محمد حجاب في 1/9/2022
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى