Uncategorized

أغضُّ الطرف

أغضُّ الطرف

د. وهيب عجمي

لبنان 

 

أغضُّ الطَّرف عن فعلِ الحرامِ
إذا كان الحرامُ مِنَ المُدامِ

فهاتِ الكأسَ تجمعٌنا وِداداً
لذيذُ العيشِ في حُسنِ التئامِ

ولا تسمعْ خطاباً طائفياً
حقودَ الحرفِ يدعو للخّصامِ

خطابٌ أجوفٌ لا نفعَ فيهِ
يشدًّك للورا لا للأمامِ

بلانا بالتعصُّب والمآسي
فأشعلنا الحروبَ على الدَّوامِ

واحرقنا الجمالَ بنارِ طيشٍ
وزيتُ النّارِ ألسنةُ اللئامِ

وسمٌّ في المحافلِ قد سَقاهُ
حقيرٌ طائفيٌّ للغُلامِ

صغارٌ في منازلِهم تعاطَوا
سمومُ الطائفيَّة بالطَّعامِ

فلا دينٌ بهذا الكونِ يبقى
إذا غدَرتْ به حمّى الزكامِ

رجالُ الدِّينِ قدْ اخفوا فساداً
فغطوهُ بِمِلفافِ القَتامِ

أساطيرٌ بمجملِها تَهاوتْ
بأكياسِ الهشيمِ على الرُّكامِ

فلا وطنٌ يعيشُ ببئر جهلٍ
بقومٍ عاشَ في قعرِالظَّلامِ

ولا وطنٌ بغيرِ الحبِّ يَنْمو
ودينُ الله في حبِّ الانامِ

غزا البلدانَ يالبنانُ شوكٌ
يشكُّ الصَّدرَ يُدمي كالسِّهامِ

غدا لبنانُ كالصَّحراءِ قحْطاً
فلا وردٌ على الشُّباك نامِ

نظامٌ عاهرٌ لا خيرَ فيهِ
وتاجُ العهرِ في رأسِ النِّظامِ

نظامٌ فاسدٌ سرقَ الأماني
وأحلامَ الرَّبيع بكلِّ عامِ

وحكامٌ بركبِ النَّهبِ ساروا
وقد سقطوا بأوحالِ الرُّغامِ

همُ الاعداءُ يحتلّون أمسي
ويصطادون عمري بانْتقامِ

أنا خبزُ المودَّة في رغيفي
وما قصَّرتُ يوماًفي مهامي

لأبناء الدَّلالِ فتحتُ قلبي
وفاجأني كتابُ الأتِّهامِ

أنا الوطنُ المهشَّم من وحوشٍ
ذئابُ الغدرِ تلهو بالْتهامي

فلا دينٌ ولا عدلٌ بأرضي
بل استبدادُ حكمٍ بالكرامِ

ذئاب هاجمتني في سباقٍ
وما تركتْ لتابوتي عظامي

وأشلا ئي تمزِّقها كلابُ
السلاطينِ التي اقْتحمتْ مقامي

فلا القانونُ يحميني بغابٍ
ضباعُ الغابِ تفتكُ بالنِّعامِ

طوابيرٌ على الإذلالِ نامتْ
وما الإذلال الاّ للنيامِ

(كراتينُ) الدُّجى عدسٌ وفولٌ
وقمحٌ في طواحينِ السِّقامِ

جموعٌ مثل أحجارِ البراري
مع الجرذان باتتْ في غرامٍ

أنا الإنسانُ أهوى العيش حرّاً
مع الإنسانِ في حضنِ الوئامِ

أخي في هذه الدُّنيا جليسٌ
يعايشني بأخلاقِ الكرامِ

هنا زيدٌ هنا عمرو فحنَّا
وإسحاقٌ بأعشاش اليمامِ

أتوا للأرضِ في أبهى وجودٍ
وجوهٌهُمُ كأقمارِ التَّمامِ

كثلجِ الارزِ أنفسُهُمْ نقاء
كناراتٌ ترفرفُ بانْسجامِ

وإنَّهمُ ملائكةٌ تجلَّت
بأبناءٍ تلاقوا بازْدحامِ

تآلفَ جمعُهُمْ صالوا جالوا
ببرجٍ شاهقٍ عالي المقامِ

وما عرفوا بآفاقٍ عداءً
نسورٌ حلَّقت فوقَ الغَمامِ

دعوا الأجيالَ تنهض مبدعاتٍ
بأوطانِ الحداثةِ والسَّلامِ

دعوها في تجليها نجوماً
تضىء سماءَها عبرَ انتظامِ

دعوا الاجيالَ تمضي باجتهادٍ
وتبني مجدَها برؤى العظامِ

دعوها لاجتياحِ الفجرِ تمضي
وكفوا عن خرافاتِ البُغامِ

تقاليدٌ بأعينَ من رمادٍ
قرأناها وقعنا في صِدامِ

قَتَلنا أوقُتِلنا قد خسرْنا
وبالأوطانِ سرنا لانهزامِ

شعوبُ الارضِ للمريخ طارتْ
وما زلنا نعشِّش في الحطامِ

وغادرنا نفتشُ عن امانٍ
لدى الغُرَبا حَضَونا باهتمامِ

وكفَّرنا الغريبَ وما خَجلنا
ولطَّخنا الصَّلا بدمِ الصيّامِ

انا المظلومُ مزّقني حِصارٌ
بِلا ماءٍ بلا خبزٍ بِلا سقفٍ
بِلانور بلا شجرٍ بِلا ثمرٍ

بّلا وطنٍ بِلا املٍ بلا فجرٍ
بِلا دينٍ بِلا حجرٍعدا صنمٍ
اقدِّسُهُ لهُ كلُّ احترامي

الا ياقاتلي المقتولُ بعدي
لك التَّكريمُ قبرٌ منْ رُخامِ

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى