أدب

خُذ بِيدي

خُذ بِيدي

حسام الدين صبري 

 

خُذ بِِيَّدِي
ودَعني أتَنَّفسُ على شُرُفَاتِ الأمَلْ
واهدِني
رِحلَةً وشَّطاً فَالقَلبُ يقتُلُهُ المَلَلْ
وامحُ تَاريخي كُلهُ فأنَا أحزاني
بَاقِيَة مِنَذ الأزَلْ
وغَيْر خَارطَة دفَاتِري وعُد بي
إلى شعرِ الغَزلْ
فكُلُ الأشعار و الخواطرِ
والهمسَات لأمرِ عَينَيكَ تَمتَثِل
بينَ سطورٍ سَقطت
وسطورٍ تَجلت هناكَ سَطراً
نقشتهُ الأيامُ باقٍ لم يَزل
هوَ رَوحُ القصيد وقِبلَةُ القَلم
هوَ البحرُ الذي أنظِمُ عليه
أشعَاري والجُملْ
هوَ حزنُ قلبي المُغترب
قَديمَهُ منسُوخا وجديدهُ يُرتَجل
خُذ بِيَّدي
ولاتسَلْ مَنْ أطفأَ الشمسَ ومَن
حَولَ سَاحتي الخضراءَ وبراحي
إلى مُعتقلْ
فإن كُنتَ ستَبحرُ في مَاضيّ
التعِيسُ فَلنْ يُسعفُكَ الأجَل
وارسم لوحَاتي الجديدة
بلا شحُوبِ وجهٍ وبلا عيونٍ
تَبكي وتعتصر
وقُل عَني هذا الذِي كانَ ولازال
هوَ المُحتمل
خُذ بِيدِي
فأنا برغمِ اليأسُ لازلتُ حيًا
وبرغم الجفاف لازلتُ لازلتُ
أحلمُ بِالقُبَل
لاَزالَ في الأفُق شيئاً يُؤنسني
بِرغم ألف طَيرٍ قَد رَحَل
لازالَ في الليلِ شيئاً أُحِبهُ
بِرغم النجمِ الذي أفَل
فازرَع الأركانَ ورداً وعُد بربيعٍ
تَركَ مُدُنى وارتَحَل
وكُن سَنداً وأماناً فإنَ الدنيا
تحتالُ وأنا أمضي فيها بلا حِيل
وامنَحني الدِفأ فأنَا مُرتعشٌ
مُنذُ زمنٍ ولَم أقُل
وكُل مواسمُ القلبِِ
هيَ أيلولُ الحزين والأيامُ
أبداً لَم تَسَلْ
وعلِمني بينَ يديك كيفَ أكون
فأنا جاهلٌ أعلنُها بلا خَجل
لَم أتَعلمُ منَ الأيامِ شيئًا
ولم أتعلمُ من بَني البشر
فإنْ كادَ المُعلمُ أن يكونَ رسولاً
فتَبًا تَبًا لِكلِ الرُسُل
ياأستاذي الكبير
عَلمني فنَ الحُب وفنَ العشق
وفنَ النارِ والماء وفن
الحنظلِ والعَسل
أنا ياسَيدي صفرُ اليدينِ
وحَصَادُ العُمرِ دفترُ شعرٍ
مابينَ العُهرِ والمُثُل
بينَ البرائةِ والفجورُ التقيتُك
فَكُنْ طُهري وكُن مائي لِأغتَسل
بي شَقاءُ واغتِرابُ وألمُ
فكُن اليدُ التى تَنْتشِل
خُذ بِيَّدي وانقِذني منَ الغَرق
إنى أمنتُ بِهواكَ ولَن آوي
إلى الجَبل

قال لي سنلتقي 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى