تعليممقالات

تاريخنا ما بين الغزو والتشويه

محمد محمود مهدي

التاريخ أحداث ووقائع قد تجلب الفخر أو تجلب العار والخزي للأجيال اللاحقة ، فنحن كمصريين نستمد الفخر والعزة من تاريخ مصر القديمة وحضارتنا التي لا تضاهيها أي حضارة من الحضارات القديمة ، ومن ناحية أخرى نحن كمسلمين نعتز بالحضارة الإسلامية التي نشرت العلم في كل أرجاء المعمورة ومن العظماء والشخصيات الملهمة في تاريخنا المصري القديم أو الإسلامي نستمد القدوة ، لذلك يسعى كل حاقد أو كاره لحضاراتنا إلى تشويه وتزييف الحقائق والطعن في رموزنا التاريخية لنسف مفهوم القدوة .
وهذا التشويه والتزييف يسمى بالغزو التاريخي وهو أخطر بكثير من الغزو الثقافي والفكري ، وأخطر بكثير من الغزو الحربي بالدبابات والطائرات والأسلحة .
وسنشير في مقالنا إلى بعض الشخصيات المصرية والإسلامية التي تعرضت للتشويه وحولها غزاة التاريخ من أبطال تاريخيين إلى أشخاص تجلب العار للأمة .
وأول تلك الشخصيات هو الملك رمسيس الثاني أعظم ملوك مصر القديمة ورجل الحرب والسلام والعمران والاقتصاد ، فلك أن تتخيل أنه حين يخطر ببالك هذا الملك العظيم تربطه بقصة نبي الله موسى وأنه فرعون الخروج وأنه الملك الظالم الذي ادعى الربوبية واستحيا نساء بني إسرائيل وقتل الأطفال والمؤمنين.
لقد طبع غزاة التاريخ في عقولنا تلك الأكاذيب ليشوهوا تاريخ المصريين ولينعتونا بالقتل والكفر ويدعوا المظلومية ، ولكن للتاريخ رجال يبحثون وينقحون ويكشفون الألاعيب والأكاذيب ، فهل تعلم يا صديقي أن فرعون اسم لملك من ملوك الهكسوس وليس مصريا ، وأن كلمة فرعون ليست لقب لملوك مصر القديمة وأن كلمة (برعا ) تعني القصر الكبير ولا علاقة لها بكلمة فرعون ، وهل تعلم أن كلمة فرعون جاءت بالقرآن الكريم مقرونة بأسماء علم مثل هامان وقارون ولم تأتي معرفة بأل التعريف ودلائل أخرى كثيرة تنفي علاقة المصريين القدماء بفرعون .
هل تعلم يا صديقي أن هارون الرشيد ذلك الخليفة العباسي كان يحج عاما ويغزو عاما ويهتم بالعلم والعلماء وليس خليفة ماجن يعشق النساء كما وصفه لنا غزاة التاريخ .
وأخيرا هل سمعت يوما ما عن أمير مغربي وصفه المناضل الكوبي تشي جيفارا أنه أستاذه ومعلمه ، هل سمعت عن الأمير محمد عبد الكريم الخطابي الذي أذل الإسبان وقاوم احتلالهم للمغرب وانتصر عليهم في معركة أشبه بالخيال معركة أنوال ، هل سمعت يوما ما عن السلطان الهندي المسلم أورانك زايب علماكير أم أنك تعرف ذلك الفاسد جلال الدين أكبر فقط .
دعنا نعترف يا صديقي أن تاريخنا تعرض للغزو والتشويه وأنك بحاجة للقراءة والاطلاع لنعرف تاريخنا الحقيقي ونتعرف على أبطال لن نسمع عن بطولاتهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى