مقالات

الروابط الأسرية

د.صالح العطوان الحيالي
الروابط الأسرية وصلات الرحم أوصى بها الدين الإسلامي الحنيف وعتصر بارز من عناصر قوة المجتمع الاسلامي ومفهوم أن كلمة الأسرة تدل التماسك والوحدة والحماية فتقوية الروابط الأسرية تعبر عن الحب والاحترام للجميع وكذلك إكرام الوالدين والقضاء وقت ممتع مع العائلة وقد أظهر اللاعبين المغاربة قوة في الترابط الاسري فيما بينهم وعواءلهم وكلنا شاهدنا من خلال شاشات التلفزيون كيف يركض اللاعبين المغاربة إلى أمهاتهم واباءهم لتقبيلهم واحتضانهم وعلى هذا الأساس علق أحد المذيعين الألمان على لقطة اللاعب المغربي *يوسف النصيري* يعانق والده وبجانبه زميله *جواد الياميق* في نهاية مقابلة المغرب مع إسبانيا أمس والتي انتهت بتأهل المغرب إلى دور الربع… وكذلك اللقطات الأخرى ل *أشرف حكيمي* و *سفيان بوفال* و *حكيم زياش*… مع أمهاتهم وعائلاتهم… بالقول: هذه المشاهد الحميمية مع العائلة لم نعد نراها في مجتمعاتنا الغربية التي تسودها الأنانية والمثلية الجنسية واندثار مفهوم الأسرة ودفأها وعقوق الوالدين ورميهما في الملاجئ…… العائلة وتحفيزها المعنوي وراء إنتصارات الفريق المغربي. أما نحن فجئنا لنساند المثليين ونضع أكفنا على أفواهنا بشكل مخجل، فخرجنا خاليي الوفاض ومن الباب الضيق…… هم تعلموا الكرة منا وأصبحوا يتقنونها وتجاوزونا، ونحن يجب أن نتعلم الأخلاق منهم عل وعسى أن نرى يوما أمهاتنا تعانقننا يوما ما في المدرجات…
وكذلك الترابط الديني والتاريخ والثقافي واللغوي بين البلدان العربية والإسلامية
ما يحدث الآن من احتفالات صاخبة في شتى بقاع الوطن العربي بانتصار المغرب ظاهرة لم ولن تجدها في أي بقعة في العالم …
ان يطلق الفلسطينيون الألعاب النارية ويسجد السعودين شكرا لله ويهلل العراقيون فرحاً ويصيح المصريين على المقاهي بحماس ومثلهم في كل بلد عربي سعادة وفخراً من القلب بانتصار فريق لدولة أخرى تبعد عنهم ألاف الكيلو مترات وقد تكون في قارة أخرى أيضاً لمجرد أنه يجمعهم معهم وحدة اللغة والدين والثقافة والتاريخ المشترك شيء يدعو للدهشة والتعجب فهذا لا يحدث بأي شكل في مكان آخر.
لن تجد ياباني يحتفل بانتصار جارته كوريا الجنوبية التي تشاركه في الشكل والثقافة والجغرافيا.
لن تجد مواطناً من الاورجواي سعيدا بصعود جارته الأرجنتين او حتى مواطن أسباني سعيد بانتصار فريق كالأرجنتين الذي يتحدث لغته وبالمثل لن تجد اي ترابط يجمع البرتغالي مع البرازيلي.
مستغرب بشدة أن تجد مواطناً ألمانياً يترقب بصدق فوز منتخب أوروبي كفرنسا أو مواطن أمريكي يدعو بفوز المنتخب الانجليزي بلد أجداده وأصحاب لغته الأم.
فقط القومية العربية والإسلامية هي القومية الأقوى في العالم الآن بلا منازع أو منافس.. قومية فطرية غير مصطنعة.. عفوية من عامة الشعوب قررت الاشتراك فيها بوازع داخلي بدون توجيه او دعوات لذلك.
حالة الفرحة العارمة التي يعيشها العرب والمسلمين في هذه اللحظات.. تاريخية، ليس فقط لانتصار تاريخي أسطوري لأول مرة في منافسات كأس العالم بل لأنه أقوى برهان على وجود أشياء حسبنا جميعاً أنه قد جرفها الزمن مع ما جرفه من بقايا خير وترابط فينا.
مبارك للمغرب انتصارها التاريخي ومبارك علينا وحدتنا العربية والإسلامية التي ستترجم يوماً ما لواقع فعلي أكبر وأقوى من احتفال وفخر بانتصار في مباراة كرة قدم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى