منوعات

عالمنا-الأفتراضي

بقلم : أميمة شادي 

مشكلة كبري أصبحت تحيط بنا من كل الجوانب وهى شبكات التواصل الأجتماعى فالدور الذي تلعبه هذه الشبكات كبير جدا و التغيرات التى أحداثتها فى المجتمعات لايستهان بها . ونحن فى مقالى هذا أحاول أن أسرد هذه الأثار من خلال متابعتنا المتواضعه و تحليلاتنا الغيرعلمية . فهذه الأمور يهتم بها أكبرعلماء الأجتماع و يجب أن تحتل أهمية كبيرة فى أبحاثهم و رسائلهم الأكاديمية . وهذه الشبكات أصابتنا بنعدام الأنسانية ” انسانيتنا أصبحت بعافية جدا ” فهل نحن البشر الذين كنا بالأمس , أم أن هذا الواقع أنتج لنا قشرة من القسوة على كل الأشياء , أم أن تلك القلوب قد جف منها الأحساس . وستناول بعض السلبيات و السيئات التى أحداثتها شبكات التواصل الأجتماعي :

1-ضعف العلاقات الأنسانية :

مفارقة عجيبه أن تكون هذه الشبكات التى من المفترض أنها أدوات الزيادة التواصل بين الناس هي نفسها أداة تؤدى الى تضعيف العلاقات الأجتماعية و الأنسانية . فيجب أن نفهم التواصل بشكل جيد . فالتواصل الذي يتم عبر الحياة الأفتراضية وفى زمن السوشيال ميديا ليس تواصلا مكتمل الأركان . يكاد يكون خاليا من المشاعر المتدفقه تنعدم فيه لغة العيون و تقاسيم الوجه , التواصل الألكترونى تواصل جاف جامد يكاد يناسب الروبوتات الألية أكثر من الأنسان الذى نفخ الله فيه من روحه .

أن التواصل ليس فقط بالكلمات , و الكلمات لاتصنع تواصلا , الكلمات تنقل المعلومه , معلومه جافه , فهي لاتنقل الأحاسيس و المشاعر المصاحبه لتلك الكلمات ولا النظرات أو حتى تقاسيم الوجه .

من أضرار وسائل التواصل الأجتماعى أيضا:

الأنعزال الشعوري عن المجتمع القريب , للأندماج مع المجتمع الأفتراضي البعيد فنجد الشخص أحيانا وفى حضرة ضيوفه منشغلا مع أصدقائه على (الفيس بوك ) على حساب واجب الضيافة .

2-التضليل و غياب المصادر و كثرة الشائعات :

ليس كل ما يكتب فى مواقع التواصل الأجتماعى حقيقة ,القليل الذي يتميز بالأمانة ,البعض يكتب الأكاذيب و البعض الأخر يروجها من دون التأكد من صحتها .

فى عالم السوشيال ميديا تغيب المصادر الموثوقه , وتغيب حقوق الملكية الفكرية نجد مثلآ أحد الفيسبكين النشطين يكتب منشورات مميزة يجذب بها الالاف من المعجبين كل مره لكن يتضح بعد ذلك أنه كان ينسخها من مواقع أخرى و مصادر خارجية ولكن المشكلة الأكبر عندما يغيب ثقافة كتابة المصادر أو المراجع و أنتشار الأخبار الكاذبة مثل النار فى الحطب فى هذه الشبكات .

3-البلاهة :

أتاحت شبكات التواصل الأجتماعي الفرصة للكثير من الناس نشر الأفكار و التعليقات الغبية , و التى تنم عن جهل كبير و يصدقها الكثير من البلهاء .

4-خطر كبير يهدد الأطفال :

أصبح الطفل لايتجاوز سن العشرة من عمره و يوجد له حساب  على الفيس بوك ومن خلاله يقوم بزيارة المواقع و المقاطع الأباحية و رؤية مشاهد الجرائم و العنف و لايوجد رقيب على هذا العقل الصغيرو النبته الصغيرة ومخاطر ما يفعل و يطلع على ثقافات الغرب المنافيه لدين و العادات و تقاليد مجتمعاتنا .

5-لا وقت للتفكير فيما يعرض أمامنا من معلومات .

6-قتل روح الأبداع .

7-ضياع الأوقات :

أعتقد أنها تحدث مع الكثير من المستخدمين و لست أنا فقط من أعانى منها وهى مشكلة (المصيدة ) أي سارق الوقت فى الشبكات الأجتماعية .

أن مشكلة تضيع الوقت فى شبكات التواصل الأجتماعي قد تؤثر على مسيرة الفرد الحياتية وعلى انجازاته و فاعلية و مشاركته داخل الحياة الأسرية , فساعة واحدة فى اليوم قد تكفي لكى تتابع ما يحدث داخل هذا العالم الأفتراضي .

8-مدخل لنشر ثقافة الأنحلال الخلقى و الفساد لان هذه الوسائل ولاسيما (الفيس بوك ) عبارة عن مجتمع مفتوح أمام كل الثقافات والتى من ضمنها ما يتعلق بترويج قيم الفساد و الأنحلال .

9-مكان مناسب للتخطيط لنشر الجريمة و التطرف أحيانا حيث تمثل هذه الوسائل أرض خصبة تجمع عبرها المتطرفون و يعززون خبراتهم و تجاربهم الأجرامية .

10-مدخل مناسب للأعداء لتتبع شباب الأمة و متابعة أنشطتهم المختلفة :

“فباسم الحرية و التحرر صار كل شئ ممكنا فى عصرنا هذا”

أصبحنا نقدم للأعدائنا تقارير رسمية مفصلة عن حياتنا اليومية و لاندري أن ذلك يهدد حياة أمة كاملة من خلال ما نقوم بنشره على صفحاتنا , أين نتواجد ؛ وماذانفعل؛ برفقت صور عده ,كل ما يخصنا بالتفاصيل و نتفاخر بما نفعل وهذا يعتبر غباء هذه هى تصرفات البلهاء .

ومن الحلول البسيطة التى يمكن أن نتوجه اليها لكى نقلل من هذه المشكلة المتفاخمة فى مجتمعاتنا هى :

1-الأعتراف بالمشكلة والأصرار على التخلص منها :

اذا كنت تقضي 6 أو 7 ساعات أو أكثر يوميا , أمام مواقع التواصل الأجتماعي فقد وصلت الى مرحلة الأدمان , وأن أردت التخلص من هذا الأدمان عليك أن تتأكد أنك ستعيش حياة أكثر سعادة بعد التخلص منها .

2-تنظيم الوقت وجدولة أوقات محددة للتصفح .

3-تعلم شئ جديد :

قد ننصرف عن التعلق بالسوشيال ميديا بتعليم لغة جديدة , وممارسة التمارين الرياضية , قراءة كتابا جديد , الأشتراك فى نادى رياضي أوغيرها من الأنشطة المفيدة .

4-احذف بعض الأشخاص من قائمة الأصدقاء :

عليك أن تتخلص من الأشخاص الموجودين فى قائمة الأصدقاء لديك و الذين لاتعرفهم فى الحياة الحقيقية , لان وجود المزيد من الأصدقاء لديك هى وجود المزيد من الأخبار الخاصة بهم مما يأخذ وقتا أكبر عند تصفح هذه المواقع .

*فى النهاية علينا أن نعلم جميعا أن المشكلة الأساسية ليست فى الأنترنت أو فى مواقع التواصل الأجتماعى بحد ذاتها وانما فى الذين يفرطون فى استخدامها بشكل كبير قد يتحول الى أدمان مع مرور الوقت يؤثر على حياتهم بشكل مباشر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى