البرغوثي و10 آلاف أسير فلسطيني بين جحيم المعتقلات الإسرائيلية والمصير المجهول
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إن وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، نفذت جريمة جديدة بحق الأسير القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في سجن مجدو، سببت له عدة إصابات في جسده.
ويعد هذا الاعتداء هو الثالث في أقل من عام، وتقول مؤسسات فلسطينية، إن ما يحدث مع الأسرى وكذلك القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، لا يمكن وصفه سوى أنه محاولة اغتيال لقادة الحركة الأسيرة.
عملية ضرب البرغوثي تركزت على الرأس والأذنين، والأضلاع، والأطراف، وهو ما أدى إلى حدوث نزيف في الأذن اليمنى، وجرح بذراعه الأيمن، وتركه دون علاج بهدف القتل.
من جهته، قال مقبل البرغوثي، شقيق القيادي مروان البرغوثي: «هذه جريمة مستمرة ومسلسل مستمر من الإجرام والاعتداءات على مجموعة من الأسرى، ومروان واحد منهم، لقد علمنا أن وضعه الصحي صار أفضل الآن كون الاعتداء عليه تم في 9 من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية وهذا الاعتداء يتم كل فترة على الأسرى».
زنازين العزل الانفرادي
يدرك البرغوثي أن كل شيء تغير داخل السجن وخارجه إلى الأسوأ، ملامح الواقع باتت تشي بأن خروجه من السجن قد يكون أقرب إلى المعجزة، في وقت يصمد جسده في زنازين العزل الانفرادي ومحاولة القتل البطيء.
وثمة من يقول إن البرغوثي بات يدرك جيدًا أن السلام مع إسرائيل وهمٌ، وحل الدولتين أضحى مستحيلًا، بعد سلسلة المجازر في الأرض الفلسطينية، وانكشاف وجه إسرائيل الحقيقي في المنطقة برمتها.
ليس ذلك فحسب، بل سيجد أن الجسد الفلسطيني الممزق بخلافات سياسية، تغذيها أطراف الانقسام تبدو مستعصية عن الحل، حتى أن الشارع الفلسطيني الذي كان قبيل اعتقاله قبل 22 عاما ليس كما اليوم.
وعلى مدار عام من حرب الإبادة، قتلت إسرائيل في سجونها العشرات من الأسرى أُعلنت عن هويات 41 منهم، فيما لا يزال العشرات من الشهداء المعتقلين من غزة رهن الإخفاء القسري، ليشكل هذا العدد لشهداء الحركة الأسيرة الأعلى تاريخيا منذ عام 1967.
معتقل سدي تيمان
من جهته، قال عبد الله الزغاري، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، إن معتقل سدي تيمان والذي كان الاحتلال قد أعلن أنه قام بإغلاقه، في الوقت الذي استخدم هذا المعسكر أكبر محطة تعذيب للمعتقلين الفلسطينيين، تحديدا من قطاع غزة حيث ارتقى فيه شهداء، وحتى اليوم لم يفصح الاحتلال عن عديد من أسمائهم وعن أماكن قتلهم.
وحتى ذلك الوقت ستعطي إسرائيل قليلاً من الطعام للأسرى للعيش لا أكتر، هذا ما قاله أحد رؤوس التطرف في إسرائيل، لكنه يسعى إلى تمرير مشروع قانون حزبه عتسماه يهوديت بالقراءة الثالثة في الكنيست للمصادقة على قانون يجيز إعدام الأسرى الفلسطينيين.
اعتداء خطير
تعرّض القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي لاعتداء وحشي وخطير من جانب إدارة السجون الإسرائيلية في سبتمبر/ أيلول، وفق ما ذكرت منظمات غير حكومية تتابع شؤون المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، إن وحدات القمع في السجون اعتدت بوحشية على البرغوثي في زنزانة العزل الانفرادي بتاريخ التاسع من سبتمبر/ أيلول الماضي، مستخدمة أدوات قمع وضرب مختلفة.
وحصلت المنظمتان على هذه المعلومات من محامي هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، الذي تمكّن من زيارة البرغوثي الأحد بعد انقطاع بسبب منعه من الزيارة لمدة ثلاثة أشهر، وفق ما أفاد نادي الأسير لوكالة فرانس برس.
ويُطرح اسم البرغوثي وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، بين الأسماء المحتمل الإفراج عنها في حال جرى التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
والبرغوثي معتقل منذ عام 2002 بتهمة القتل خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي اندلعت عام 2000 ضد إسرائيل واستمرت حتى 2005.