أدبقصة

اللص ذو الثلاثة وجوه

 

(قصه قصيرة )

بقلم: اشرف محمد جمعه

جلست الجدة في وسط البيت وحولها اطفال العائلة، بعد ان طلبوا منها ان تحكي لهم حدوته ، فقالت كان يا مكان وما يحلى الكلام الا بذكر النبي (عليه الصلاة والسلام)

يحكى انه كان في احد الأزمنة وقد يكون في زماننا هذا، اسره بها اب يحلم طوال حياته ان يكون ابنائه متكاتفين وناجحين وسعداء، كأي اب وزوجه اولى تغرس في نفوس اطفالها منذ نعومه اظفارهم الكراهية للأخر وحب الذات وسواد القلب كالسم الزعاف .

الذي يسري في عروق ابنائها فاصبح الابناء لصوصا يرتدون ذي الفضيلة، والوقار حاصلون على قدر من التعليم ويدعون حب الغير ويبررون افعالهم الإجرامية على انها حقوق جعلها الله لهم هكذا يفكرون وهكذا يفكر ويدبر اللصوص المحترفون .

وما ان آلت الامور الى ايديهم حتى بدأوا الاستيلاء على حقوق الغير، بالحيلة والدهاء ولا خوف من الله يردعهم ولا قانون يرجعهم، فكيف وهم قد تحسسوا وتدبروا خطواتهم حتى لا يقعوا في عثرات القانون.

اما الخوف من الله فهذا امر اخر فهم يرون انهم يصلون والناس ترى انهم اتقياء وهذا يكفي ، ولكن عند الموت قد تجد من تم الاستيلاء على حقوقهم يقول اللهم احرمه من ريح الجنة اللهم لا تغفر له حتى استرد حقي اللهم لا تسامحه.

اللهم انتقم منه واحرمه عفوك كما حرمني حقي وعامله بعدلك لا برحمتك ولا تجعله في ظلك يوم القيامة، ولا تجعله من المرحومين.

ومازال الكلام للجدة ويدخل اخر ليواصل الحديث ، ويقول اللهم املا بيوتهم بالفقر والمرض والاحتياج وابعد يا ربنا عنهم السعادة والفرحة، اللهم اجعل حياتهم كلها فشل والبعد عن الله اللهم ارني فيهم عجائب قدرتك فيهم وفي ذرياتهم جيلا بعد جيل حتى يردوا حقوق الناس التي سلبوها .

والعياذ بالله من تلك العصابة، هذا شان كل العصابات هكذا تكون نهايتهم نجد الناس لا تترحم عليهم بعد موتهم يدعون عليهم وعلى ذرياتهم من بعدهم .

هكذا هي النهاية سوداء فما هي الفائدة من الحدوتة، يا اولاد الفائدة ان حياه الانسان وهو محبوس في قبره وتتوالى عليه اللعنات والدعاء لله بالانتقام لمجرد ان يترك لأولاده اموال الناس وحقوقهم شيء بشع وعلينا الحذر من حقوق الناس مهما كانت قليله.

قد يتذكره اولاده او لا يتذكروه وفي هذه الحالة لن ينفعه دعاء اهل الأرض اجمعين، ولكنها نهايه حتميه.

الخلاصة:-
– نتعلم من هذه القصة انه لا حاجه في الدنيا تساوي ان يكون الواحد منا في قبره واخرون على سطح الارض يدعون عليه.

– كذلك ان حقوق العباد معلقه كالسلاسل في رقاب البشر لا تسقط عنها الا بتسامح صاحب الحق او حصوله على حقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى