تقاريرسياحه وآثار

مواقعنا ومتاحفنا الأثرية تتحول الى صالات ديسكو

متابعة نصرسلامة

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية خلال الايام الماضية صور لحفل زفاف ملياردير هندي بمواقع اثرية بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.
واذكر ان المجلس الاعلى للأثار كان قد اصدر نشرات لتنظيم اقامة عشاء بالمعابد والمتاحف في اماكن مخصصة خارج قاعات وصالات المعابد، ثم تطورت الى اقامة افراح مع بعض القيود والاشتراطات، و لكن الان أصبح الامر سداح مداح كما يقولون.


وفي هذا السياق كتب بسام رضوان الشماع المرشد السياحي، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وعضو الجمعية الجغرافية و اتحاد الكتاب المصري بيانا اعلاميا جاء فيه:
بشأن إقامة حفل زفاف أجنبي شهير تحت إشراف مسؤولي وزارة السياحة والآثار، وعالم مصريات شهير.
لا شك أن صناعة السياحة و إنشاء المتاحف و الحفاظ على الآثار هم من أهم العناصر التي ترتبط بمبدأ تصدير الثقافة القويمة و إبراز حضارة الأمة المنوط بها الالتزام و الحفاظ على هذه العناصر.
و لكن ما شاهدته خلال حفل الزفاف الاخير بموقعنا الاثرية هو النقيض تماما.و لذا أطالب بفتح ملف للتحقيق و البحث فيما حدث لكي لا يتكرر مرو آخرى.
لأن من وجهة نظري و بعد دراستي في كلية السياحة ثم العمل لمدة حوالي ٣٨ عاما بالمجال السياحي، ليس من المعقول ان اجد مفهوم المتاحف يصبح استضافة حفلات زفاف لاجانب يمارسون ما لا يتناسب مع عاداتنا و تقاليد ولا ثقافات مصر ،البلد الذي صدر الأخلاق للعالم ،مصر فجر الضمير.
لقد شاهدت عجب العجاب خلال فيديو و بعض الصور لحفل الزفاف على شبكات الانترنت،.فاذا كانت كلها مزورة فليخرج بيان من وزارة السياحة ليوضح لنا هذا، أما اذا كانت حقيقية،كما تبدو لي ،فنحن أمام كارثة أخلاقية حول اروقة المتحف الكبير بالجيزة و منطقة ابو الهول بل و بين تمثال أبو الهول نفسه.


أولا:
ما هي علاقة المتحف المصري الكبير الذي يقوم بحفظ وعرض الآثار القديمة بحفل زفاف يرتدي فيه الناس و المرفهين و العازفين غرائب الملابس و التي لا تتناسب مع ديننا ولا تقاليدنا في مصر؟
و انا هنا أؤكد.. لو كان تم نصح أصحاب حفل الزفاف بالالتزام بأردية و ملابس غير فاضحة لالتزموا لأن لديهم هذا الاحترام و هذه الملابس، و انا أعلم و متأكد ، لأني أعمل في عالم الإرشاد و السياحة لسنين طويلة،و متأكد من احترام الأجنبي للعادات و تقاليد و دين البلد التي يزورها،و هذا عن تجارب لي انا شخصيا مع الأجانب.
ثم اني اتعجب من هذه الوظيفة الجديدة للمتحف و التي لم ترد في علم المتاحف أبدا.فالمتحف ليس مكان لرقص و شرب الخمور و أشباه العري،و لقد حذرت و اعترضت سابقا في الماضي من المنظر العجيب لسوبرانوا سيدة ،و مصرية ، خلال حفل أيضا في هذا المتحف،لأنها قامت بالرقص بشكل لا يحمل أي صفة من صفات الحضارة و الثقافة المصرية.
و سؤالي هنا،ما هي العلاقة بين الرقص و حفلات الزفاف الماجنة
و متحف ننتظر افتتاحه لكي نبهر العالم بثقافة أجدادنا التي نتباهى بها أمام العالم؟
ثانيا:كيف تشرح لشبابنا و نطالبهم احترام الآثار في المتحف بعد ما شاهدوا كل هذه الغرائب و العجائب و نحن نبني أجيال مستقبلية محترمة تقود مصرنا العظيم إلى مستقبل مستنير ملتزم بكافة مواثيق الأخلاق.
ثالثا: ألا يعلم علمائنا في وزارة الآثار و خارجها
و متخصصين السياحة ،أن الاهتزازات التي تسببها أجهزة الموسيقى العالية الذبذبات،و الحركة الأرضية التي تنتج عن القفز و الرقص تؤثر سلبيا على الآثار؟
و اسألوا علماء الآثار في روما عن هذا لأنهم درسوا تلك الحفلات و تأثيرها السلبي على آثارهم.
رابعا:
ماذا لو انفجر كابل كهرباء أو سماعة موسيقى أو ما شابه؟
كيف سيكون الحال، و خصوصا انه كان في الماضي حريق أثناء بناء هذا المتحف.
خامسا:
شاهدت صورة ،مرفقة،غالبا للعريسان و يجلس فيها العريس على أثر قديم بين يدي تمثال أبو الهول،و هذا ضد قوانين و مواثيق و معايير الحفاظ على الآثار، فاذا كنا قد استفدنا بالدولارات، فماذا استفدنا من العبث بأثر و الإساءة اليه؟ 
و اذكر هنا إنه يتم ملاحقتنا كالمجرمين في المتاحف مثلا عندما نصور بهواتفنا المحمولة فيديو تثقيفي لتعليم الناس و تفهيمهم، و كأننا قد أخترقنا قوانين الأخلاق العالمي.
سادسا:
أين حملات و جمعيات الحفاظ على الآثار الوهمية مما يطلقوا على أنفسهم الالقاب من نوعية فرسان و حماة و اسود و ليوث الحضارة المصرية،الذين يصدعوننا ليل نهار بأن الأفارقة كانوا عبيد لدينا و ان يجب علينا أن نقول بأننا لا صلة لنا بالعرب ألخ…اليس من الأهم بدلا من زرع الفتن بيننا و بين اخواننا الغرب و الأفارقة أن تلتفتوا إلى هذه الكوارث.
أؤكد لكم أن هذه النوعية من الحفلات ليس مكانها أبو الهول أو المتاحف،و يجب على مسؤولينا في وزارة السياحة والأثار الالتزام بمعايير بلد الأزهر و الكنيسة القبطية مع الحفاظ على آثارنا مقابل حفتة كن الدولارات.
كنت انتظر حدث ثقافي عالمي محترم نصدره للعالم عبر المتحف الكبير،و خصوصا بعد اهتزاز صورتة من جراء الإعلان عن حادثة سرقة تمثال اوزوريس منه.
ليس هذا هو دور المتحف كمنظومة ثقافية و ليس هكذا يتم تدمير آثارنا أمام أعين مسؤولين للآثار و الذي أطالب بفتح ملف التحقيق معهم لأنهم سمحوا بهذا أن يحدث امام أعينهم.
و عذرا يا سادة ، فأنا رجل غيور على بلدي و آثارها و حضارتها و اخلاقها.
فهذا هو المتحف الكبير الذي ننتظر افتتاحه بفارغ الصبر منذ سنين؟
و هذا هو المتحف الذي سوف يصدر للعالم أخلاقيات المصري القديم،و حكمته،و التزامة ،و علومه،و ثقافاته العظيمة،و العلوم الراقية.
هذه ليست سياحة تسويقية.. أهذه خطتكم العبقرية لجذب العملة الصعبة؟
هذه ليست “مصري” التي احببتها و قدرتها و ابهرت العالم بها في محاضراتي و برامجي و كتبي…هذه ليست مصري المؤدبة المتربية الملتزمة،
أنا لا اوافق على كل هذا الهراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى