عربية

القيم الاخلاقية ندوة للاتحاد العالمى للكشاف المسلم عبر منصة زووم

كتب-السيد عنتر

نظمت لجنة البرامج والأنشطة بالاتحاد العالمى للكشاف المسلم ندوة تحت عنوان “القيم الأخلاقية” عبر منصة زووم وذلك مساء اليوم الاثنين الموافق ١٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة الندوة تحت اشراف الدكتورزھير حسين غنيم الأمين العام للاتحاد العالمى للكشاف المسلم وبمشاركة القائد الھادي بنخود رئيس لجنة البرامج والأنشطة بالاتحاد العالمى للكشاف المسلم وتحدث في الندوة الدكتور يوسف بن على الكاظم رئيس الاتحاد العربي للعمل التطوعي

حيث كانت البداية بالقرآن الكريم تلاھا كلمة رئيس اللجنة القائد الھادي بنخود
ومن ثم كلمة الامين العام للاتحاد العالمى للكشاف المسلم الدكتور زھير حسين غنيم الذى رحب خلالها بالدكتور يوسف الكاظم
وتحدث الدكتور يوسف الكاظم عن معني القيم الاخلاقية في عدة نقاط

البداية
تعريف القيم الأخلاقيّة :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فقد أثنى الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه فقال : ( وإنِّكَ لَعلَى خُلُقٍ عظيم ) وأمره سبحانه بمحاسن الأخلاق فقال: ( ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوةٌ كأنَّه ولىٌّ حميم ).
وجعل جل وعلا الأخلاق الفاضلة سبباً تُنال به الجنة فقال : ( وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضُها السموات والأرض أُعدَّت للمتقين الذين ينفقون فى السَّراء والضَّراء والكاظمين الغيظَ والعافينَ عنِ النَّاس واللهُ يُحبُ المحسنين ) وبعث رسوله صلى الله عليه وسلم بإتمامها فقال عليه الصلاة والسلام :”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”

والقيم الأخلاقيّة هي: نظامٌ متكونٌ من المبادئ والمعاني السامية، المُستنبطة من الكتاب والسنّة، الموافقة للفطرة البشريّة، المكتسبة من الفَهْم الدقيق للدِّين الإسلاميّ، والتي تضبط سلوكيات التعامل بين الناس، للوصول بالفرد والمجتمع لسعادة الدُّنيا والآخرة.

مصادر القيم الأخلاقيّة :
القيم الأخلاقية التي تعطي الأولوية للنزاهة والعدالة والاستقامة والكرامة واحترام النفس وتمثل دعائم للمدراء تسندهم في عملية اتخاذ القرار وتجعله أكثر صواباً, حتى في ظل غموض الظروف وعدم وضوحها والضغوطات الكبيرة.
يختلف كلّ مجتمعٍ من المجتمعات بثقافته المختلفة ومنظومته القيمية التي يسستمدّها من مصادره الخاصّة به، إذ إنّ القيم الأخلاقيّة تُشكّل جزءاً من المجتمع الإسلاميّ، فإنّما يستمدّ تلك الأخلاق من مصادر التشريع الإسلاميّ، التي لا تتناقض بين أحكامها والفِطرة التي فطر الناس عليها؛ إذ إنّ المشرِّع والخالق واحدٌ، أمّا المصادر التي استُنبطت منها الأخلاق فالأوّل: القرآن الكريم؛ إذ يعدّ المصدر الأوّل والرئيسي لمنظومة القيم الأخلاقيّة، والثاني: السنّة النبويّة؛ التي تعدّ مُكمّلةً ومُفسّرةً ومُبيّنةً للقرآن الكريم، والثالث: الإجماع، والرابع: القياس.

بين الأخلاق والآداب والقيم :
أحيانا يتم التعبير عن الأخلاق بالآداب فيقال فلان مؤدب عنده أخلاق أو فلان عديم الأدب لا أخلاق غنده , وأحياناً يعبر عن الأخلاق بالقيم فيقال فلان عنده قيم , وقد انتشرت فى الآونة الأخيرة كلمة القيم الروحية .
تدلّ العديد من الأمور على أهميّة القيم الأخلاقيّة، يُذكر منها: زيادة الإتقان والإبداع في العمل؛ إذ إنّ صاحب الخُلق يقوم بالعملٍ الموافق لِما يتّصف به من أخلاقٍ، والمبنيّ على الخُلق الذي يدعو إلى الإتقان، وعدم التقصير، والغِشّ، وغير ذلك من الأمور التي تحول دون الإتقان والتميّز.
الزيادة من قوّة الإرادة والإصرار، ووضوح الهدف.
تنمية معاني الإنسانيّة في نفس صاحب الخُلق الحسن.
بعث الطمأنينة والسرور والإيجابية في القلوب، بأداء الواجبات، واجتناب المحظورات، وتحقيق الأهداف السامية العالية، فذلك ممّا يعود على النًّفس بالراحة والسكون.

وظيفة القيم الأخلاقيّة :
وتم التوصل إلى عدة نتائج منها: أن القيم لها دور رئيسي في بناء السلوك الانساني ، ومهمة لبناء مجتمع ، وأن هناك عدة اتجاهات للقيم ، فهناك من يرى أنها معايير تحكم السلوك ، وهناك من يرى أنها تفض الية للفرد يختارها بنفسه، وأما الاتجاه الثالث فيرى أنها حاجات ودوافع شخصية للفرد.
تتعدّد وظائف القيم الأخلاقيّة سواءً على مستوى الفرد أو المجتمع، يُذكر منها: تحديد سلوك الأفراد، وحَصْره في خياراتٍ محدّدةٍ، ممّا يُساهم في تشكيل شخصيّة الفرد، وتحديد أهدافه. تمكين الفرد من أداء المطلوب منه، مع التكيّف والرضا عن الأداء. إشعار الفرد بالأمان، ممّا يُساعد في تقوية النَّفس، ومُواجهة ضعفها. إتاحة الفرصة للفرد بالتعبير عن نَفْسه بفَهْمٍ عميقٍ لها. العمل على تماسك المجتمع، بتحديد وتوحيد أهدافه ومبادئه التي يُمارسها فيها حياته السليمة. مُساعدة المجتمع في التعامل مع التغيّرات التي يُواجهها. ربط ثقافة المجتمع بجميع أجزائها؛ ليظهر في أفضل صورةٍ، كما وتؤسّس عقليّاً للنظم الاجتماعيّة، لتُصبح بمثابة عقيدةً لأفراد المجتمع. حماية المجتمع من الأنانيّة وتحقيق الشّهوات والأهواء، بالنَّظر إلى أفعال أفراد المجتمع

كيفيّة اكتساب القيم الاخلاقيّة :
• التفكير في عواقب سوء الأخلاق، والآثار المحمودة في حسن الخلق ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الموعظة بحسن الخلق والنصح والصبر ، الاقتداء بالأسوة الحسنة ، علو الهمة.
• ومصاحبة الأخيار وأصحاب أهل الخلق.
• التعلم من السيرة النبوية وسيرة الصحابة الكرام.
وهناك كذلك توجد العديد من الطُّرق التي تُساهم في اكتساب الأخلاق الحسنة الكريمة، يُذكر منها: العقيدة السليمة، إذ إنّها تحمل صاحبها على امتثال محاسن الأخلاق، وتحجبه عن سيئها. الإكثار من دعاء وطلب حُسن الخُلق من الله -سُبحانه-، فقد كان من دعاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كما ثبت في الصحيح من حديث عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ). مُجاهدة النَّفس للتحلّي بأحسن الأخلاق وأفضلها. مُحاسبة النَّفس وتوبيخها على ما بدر منها من سيء الأخلاق، والعزم على عدم تكرارها. التأمّل والنَّظر في الثمرات السيئة المترتّبة على الخُلق السيء، من الندم، والحسرة، وفَقْد محبّة الناس. عدم اليأس من إصلاح النَّفس. الهمّة العالية والجدّ والنشاط، والترفّع عن الأمور الدنيئة. الصبر؛ إذ يعدّ الأساس لكثيرٍ من الأخلاق؛ ككظم الغيظ، والأناة، والرّفق، وعدم العجلة، وغيرها. العفّة؛ التي تعدّ أساس اجتناب الرذائل، ويتولّد منها الحياء؛ وهو أصل كلّ خيرٍ. الشجاعة التي تولّد عزّة النَّفس وسموّها، والنَّظر إلى معالي الأمور، والترفّع عن كلّ دنيءٍ. العدل؛ ليعتدل الخُلق دون إفراطٍ أو تفريطٍ. البشاشة والتبسم في وجوه الآخرين. التغافل والتجاهل عن الكثير من أخطاء الآخرين. الإعراض عن السُّفهاء والجَهَلة. المُسامحة والعَفْو والصَّفح عن الخَلق، والحرص على مُقابلة الإساءة بالإحسان .
.
مكانة الأخلاق :
تعدّ الأخلاق من أساسات قيام الحضارات والثقافات، ولهذا فقد احتلّت جانباً مُهمّاً في دِين الإسلام، حيث تعدّ بمثابة الجانب المعنويّ والرُّوحيّ للدِّين، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ من أسباب بعثته؛ إتمام منظومة الأخلاق، والرُّقي بها، ففي حديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عيله وسلّم- أنّه قال: (إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)، فكان -صلّى الله عليه وسلّم- أحسن الناس خُلقاً، وامتدحه بذلك ربّ العزّة قائلاً: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وممّا يدلّ على أهميّة الأخلاق ومنزلتها في دِين الإسلام؛ أنّ صاحب الخُلق أقرب الناس منزلةً من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يوم القيامة، ففي حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ألا أخبرُكم بأحبِّكم إليَّ وأقربَكم منِّي مجلِسًا يومَ القيامةِ ؟ فسكَتَ القومُ فأعادَها مرَّتينِ أو ثلاثًا قال القومُ : نعَم يا رسولَ اللهِ قال أحسَنُكم خُلُقًا)، وأنّ حُسن الأخلاق من أثقل الأعمال في ميزان العبد يوم القيامة، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخلقِ، وإنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ)، كما أنّ مكارم الأخلاق دليلٌ على كمال إيمان صاحبه، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا).

خلاصة القيم الاخلاقية بين الغرب والمسلمين
الفرق الجلي بين أخلاقنا وأخلاق الغرب، هو أن الإسلام الدين الشامل يتعامل مع هذا الكون من منظور شمولي، أصله التعبد لله، والإخلاص له، فيكون كل خلق حسنا بمعيار الشريعة وسيئا بحكم الشريعة.
أما الغرب فبعد عصر النهضة الحديثة، وقد تخلص من قيود النصرانية الكنسية، وتخلص معها من الخلق المستمد من شريعتها، وأصّل للأخلاق النفعية، وأصبحت المصلحة هي الأساس الأخلاقي.
فباتت السعادة الحقة عند الغرب هي التي يشعر بها الإنسان نتيجة لإشباع دوافعه الطبيعية وغرائزه الحسية دون التقيد بدين أو خلق قويم.
وهذه المنفعة تنبع من المصلحة الفردية التي تحقق اللذات العاجلة بدلا من الآجلة، فلا حياء ولا خجل في طلب اللذات في أية صورة كانت، والسلوك الذي يحقق هذه السعادة سلوك أخلاقي. وصارت الظروف الواقعية للإنسان هي التي تحكم الأخلاق، وليست هناك مبادئ مطلقة ثابتة (من دين أو شريعة)، بل أصبحت القيم من وضع المجتمع، لا من وضع رب السماء.
وأمام هذا المفهوم تتبدل القيم والمبادئ، ويصبح الباطل حقا والحق باطلا، وما هو إرهاب في حقهم، إنسانية ورأي معتبر في حقنا، حتى الحقوق تختلف باختلاف المصالح.
والأخلاق في المفهوم العلماني تقطع مع أية ثوابت أو شرائع أو مطلقات، فهي مسألة اجتماعية نسبية، تخضع للتطور والتحول، وكل مجتمع يرسم الأخلاق التي تناسبه.
فلا يغرنك بهرج الحضارة الزائفة، ولا خداعها، فإنها لم تقم على خلق قويم ولا مبدأ رصين، وما تراه اليوم من قيم قد تعجبك من حرية في التعبير ومحاسبة في التقصير في مجتمعاتهم، هي زوائف تزول أمام حقوق شعوب كاملة ومقدرات أمم وثروات منهوبة، بقيم وخلق المستعمر المستبد
وفى نھاية الندوة اتيحت فرصة للحضور بالتحاور مع الدكتور يوسف الكاظم
أدار الندوة وربط بين الفقرات الرائد الكشفي مسفر العباشى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى