تقاريرسياحه وآثار

تفسيرات لفك شفرة اللسان الذهبي للمومياوات

كتب نصر سلامة

علم الآثار من العلوم التي تخضع أحيانا لقواعد وقوانين وبشكل خاص إذا كنا نبحث في حضارة مصر حيث نجد سمات مميزة لكل فترة زمنية، هذه السمات تشمل قواعد عديدة في العمارة والفن والعقيدة وغيرها.

في أواخر شهر يناير الماضي، أعلنت وزارة السياحة والآثار ، عن كشف أثري في مدينة الإسكندرية عن 16 دفنة في مقابر منحوتة في الصخر من طراز لوكلي (فتحات الدفن الحائطية) والتي شاع استخدامها في العصرين اليوناني والروماني.
ومنذ أيام كشفت بعثة آثار مصرية بجبانة قويسنا الأثرية بمحافظة المنوفية عن مقابر أثرية ترجع لفترات زمنية مختلفة تحتوي على عدد من المومياوات ذات ألسنة ذهبية.
وقد صاحب هذا الكشف آراء متعددة من علماء التاريخ والآثار تناولت أهمية معدن الذهب عند المصري القديم وأن المتوفي سوف يستعين بها للتحدث مع “أوزوريس” في الحياة الأخرى بعد البعث.
بينما يري فريق آخر من العلماء أن لسان الذهب هو تميمة تصنع من الذهب الخالص وتوضع فوق لسان الإنسان داخل فمه؛ حتى يتمكن المتوفى من الدفاع عن نفسه أمام إله البعث والحساب، وهو رئيس محكمة الموتى عند قدماء المصريين.
هذه الآراء مع كامل الاحترام لأصحابها لم تراعي إن كانت جنسيات أصحاب هذه المومياوات مصرية ام أجنبية ولم تربط بين عادات وأساليب التحنيط عند المصري القديم وأن كانت هذه الطريقة ظهرت خلال عصور الحضارة المصرية أم لا .
اذا كانت هذه الدفنات ترجع الي العصرين اليوناني والروماني فعلينا أن نسترجع طرق وطقوس الدفن عندهم لنري إن كانت هذه العادات موروثات خاصة بهم ، أم خاصة بالمصريين القدماء.
من طقوس الدفن في الحضارتين اليونانية والرومانية أن الإنسان عندما يموت يقوم أهل الميت بغسل جثته بالماء واحيانا بالخمر ويضعون عليها العطور ثم يلبسونها احسن الثياب ويضعون قطعة نقدية أو رقائق ذهب في فم الميت ليدفعها الي “شارخون” صاحب المركب الذي سيمرره عبر نهر الموت ثم يصل الي معبود الموت هاديس اليوناني ليحاسبه عن أعماله.
هذا يؤكد أن عادة وضع قطعة ذهبية أو نقدية بالفم بعد الموت هي من العادات والطقوس اليونانية والرومانية وليس لها علاقة بمعتقدات المصري القديم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى