Uncategorized

عبق الكلمات

 

بقلم: نجلاء محجوب

اعتدنا الهروب من صخب الحياة إلي سعادة الهدوء والوحدة، دون مزيد من الثرثرة، دون ضغوط، دون إضاعة الوقت في حديث لا جدوى منه، لكن تكرار هذه الحالة ستقودك حتمًا إلي حالة اكتئاب عاجلة لأن الأصل أن يكون الإنسان اِجْتِمَاعِيًّا وليس مُنْعَزِلًا، ما بعد الأربعين ستسعى جاهدًا للوصول ليوم تغلفه السعادة، تتحرر من كل ما أحزنك شَيْئًا فشيئًا، حتى تتعافى من الأشياء والأشخاص التي لطالما كان يومك سيّئًا بوجودهم، وستتمسك بأصدقاء تجد فيهم اختلافًا عن البقية، أرواحهم جِدًّا تشبهك، كلما استمعت لعبق كلماتهم، تبتسم روحك قبل ملامحك، تحررت وأنت معهم من ثقل الصمت، و من كتمان الضجيج داخلك، فكلماتهم تقطر ودًّا، معتقة بخبرة سنوات مضت، ودًا لا حدود له و محبة تنبض بها الكلمات.

رب أخ لم تلده أمك، فالأصدقاء الحقيقيون هم عائلة اخترتها بنفسك بكل دقة، لذلك الارتباط الروحي بينكم قَوِيًا جِدًا، لا تنفرط حبات الود بينكم ما دام القلب ينبض بالحياة، و أنت الذي عينيك يملأها الدموع أنت لست وَحِيدًا وإنما متوهم الوحدة فحولك عالم يملأه الضجيج أخرج من وحدتك وتواصل مع الأخر حتمًا ستجد من يشبهك. عندنا تقتحم سياج مريع من وهم وضعت فيه نفسك طواعية، كنت غارقًا في الوحدة فيه وأنت وسط الجموع، قرر التغيير، أخرج عن الدائرة المحيطة، و اكتشف أن ما ورائها ليس عَالِمًا مخيفًا، أنت مازلت قادر على تكوين صداقات جديدة تضيف ليومك الكثير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى