Uncategorized

أين نحن الآن؟

بقلم عبير مدين
الارتفاع الجنوني في الأسعار وزيادة معدلات التضخم، أزمة مالية عالمية تلوح في الأفق وكساد مجرد زوبعة في فنجان لمن يملك التخطيط الجيد وسرعة البديهة والذكاء في الغالب سوف تعبر الدول العظمى هذه الازمات وأكثر بتصديرها لدول العالم الثالث مالم يضع السلاح النووي كلمة النهاية.
أو بإشعال الخلافات العرقية والدينية والقبلية في تلك الدول لتنشيط تجارة السلاح والمخدرات لإنعاش خزائن دول و أفراد نصبت نفسها صفوة تحكم العالم جمعت نفسها تحت مظلة الماسونية
الحديث عن هرمجدون هذه الأيام هستيريا وملامح حرب عالمية تلوح في الأفق ننتظر معجزة إلهية تنقذ العالم من اشتعالها لأنها إن نشبت فعلينا أن نودع التكنولوجيا الحديثة و نحن نعود إلى العصر الحجري
الأزمة الحقيقية التي يعيشها العرب اليوم هي افتقارهم إلى الأيدلوجيات الاستراتيجية التي تجعلهم يواكبون التطور الكبير الذي يشهده العالم
التغني بالتراث والعزف على أوتار الحضارة القديمة والبكاء على اطلال الممالك الزائلة لن يفيد في تغيير واقع أصبح يحكمه من يملك التكنولوجيا، والمعلومات، و كسرة الخبز
عندما نظن أن النفط والغاز سلاح يحمينا من مخالب الغرب فنحن نتوهم لأننا نساعدهم أكثر على الكشف واستخدام مصادر أخرى للطاقة لا تجعل مصائرهم معلقة بايدي الغير
وهذا هو الفرق بين عقلية تطور من نفسها وعقلية تعيش على حكايات الأجداد لتذهب في سبات عميق
وعندما يدق بعض المثقفين ناقوس الخطر بدلا من أن ننتفض و نفكر ننتفض فعلا لكن لكي ننقض عليهم بالهجوم والنقد اللاذع وكأن الحياة هي الحلم الوردي الذي يعيش فيه الحكام و الأجهزة المعاونة
أصبحنا غارقين في اللهث خلف المظاهر واعمت أعيننا الأضواء الزائفة
هذه المظاهر والرفاهية التى ننقلها من الغرب ما هي إلا انعكاس لما وصلوا إليه من تطور وتقدم علمي ومستوى دخل قومي يسمح بالمزيد والمزيد منه
لكن الوطن العربي بجناحيه الافريقي والآسيوي بل اكتفى بنقل هذه المظاهر والرفاهية فقط دون أي محاولة للاستفادة من موارده الاستراتيجية المتاحة حاليا قبل أن تصبح بلا قيمة في الغد
وهذا ألف باء تخطيط استراتيجي للمستقبل وضرورة وضع خطط بديلة ومواجهة التحديات الدولية والأزمات
لا يجب أن ينحصر تفكيرنا داخل حدود الأوطان لأن ما يحدد السياسات الداخلية هي المتغيرات الدولية والتكنولوجية التي أصبحت أذرع متعددة تحرك الرأي العام ولديها القدرة على تغيير أنظمة الحكم دون أي تدخل مباشر من غرب أو شرق
علينا أن نستفيق ونستمع إلى كل الآراء لا ننبذ اي تيار معارض ولا نزايد على وطنية أحد الأيام القادمة يشوبها الغموض مصير العالم أصبح في يد مجموعة تعد على أصابع اليد بضغطة زر لن ينجو أحد
اليوم غارقون في الأحلام الوردية غدا قد يغرقنا الطوفان إن لم ننتبه ونسأل أنفسنا كل صباح بل كل دقيقة اين نحن الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى