أدب

عامان

عامان

حسام الدين صبري 

 

عَامَان وأنَاأكتُبُ في عَينَيكِ أشعَاري
وأنثُر قِصصَ الأحزانِ
أُلقِي بِبعضِ جِراحي عَلى صدرِك
وبقَايا جِراحي تَلقَاني
وكَم قررتُ أنْ لَا أعودَ إلَيكِ وأهجُر
أهجُرَ شَمسي وأوطَاني
الطِفلُ في صَدري يَهزمُني وفي
راحَتَيكِ أبقَاني
عَامَان وأنَا مُتورطٌ في قَضيةِ عِشق
من قَدمي إلَى شريَاني
واعتَصرتُ شَكاً ويَقِينًا وكَم
قَتلَني الحُبُّ وأحيَاني
غَرست الحُبَّ أشجَاراً لِتَطرحَ
فيكِ أغصَاني
وكَم شَقيتُ بِالهوى وتَجملتُ
بِصَبري وإيمَاني
إنْ سَقطت قطراتُكِ عَلى جِلدي تُغنِيني
وإنْ غَابَ المَطرُ
فَلا أشكو جفَاءَ الزمن والأمَاني
عَامَان وأنَا عَلى يقينٍ أنَّي
مهدورٌ مهدورٌ فيكِ وبِرغم يَقيني
بَقيّ الحُبُّ عنواني
وأنَا عَلى يقينٍ أنَ صدرَكِ
لَن يَبقَى لِي بَيتًا
ولاَعَينَيكِ سَتظلُ هيَ شُطآني
وكَانت لِي آخرُ تَوبةٍ
فَاخترت ضلاَلي وعِصيَاني
وشَربتُ الكَاس ليُنسيني ويُسكِرني
فَسَكرتُ بِهَمي وحرماني
لستُ مجنوناً أو مُغيباً لاتَعجبي
إن كأس السُهدِ أغراني
عَامَان وأنَا أتوضأ بِماءِ الحُبِّ
وأُقيم شعَائر عِشقي بِمحرابِكِ الفَاني
وأطوفُ حولَ عَينَيكِ مُتضرعاً
لِتَسقُطَ نَجمةُ أحزاني
فَصحيحُ الهوى نَزلَ لأُفسرهُ بكِ
وضعف حديثهُ نَزلَ
قبلَ أنْ تَسكُنينَ وجداني
ودُعاء البشر كُلهُ لَخصتهُ في دعاءٍ
مَابينَ قلبي ولسَاني
أنْ لاَ أموتُ إلا على يدَيكِ
لِيُكتب على قبري مَاكانَ يوماً يُعَاني
عَامَان وأنَا أنتظر ويقتُلني الانتظَار
وأكذبُ وأقولُ أنهُ أحيَاني
وأتَرقبُ ميلاد القصيدة لِأُهديكِ
فَنسلُ أشعَاري من جذورهِ يَنتسبُ
لهذهِ العَينَان
وكَانتُ لي ألفُ أرضٍ خضراء
فَاخترتُ أرضكِ الحزينة
فَأنَا أهوى الحُزنَ كمَا هوَ يهواني
وكانت لي ألف امرأةٍ تَحملُني بعيداً
فَاخترتُ امرأة لن تَحملَ إلا أكفَاني
فَلا تَعجبي في
أن بقيتُ رغم الوجع عَاشقُ
واخترتُ طريقاً أدماني
ماالعِشقُ إلا أوجاعاً إنْ لم أتألم بكِ
فَبمَن أعيشُ هذياني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى