مقالات

الخوارج مابين الماضي والحاضر

محمد محمود مهدي
يحفل تاريخنا بالعديد من الانجازات في جميع المجالات ، فحضارتنا الإسلامية يقف التاريخ احتراما لها ولا نجد في التاريخ حضارة تضاهي تلك الحضارة التي ننتمي إليها ونعتز بها .
ولكن مع كل نجاح وكل إنجاز نجد محبي الانكسارات والإخفاقات والساعين للتخريب ومفرقي الجماعات .
كانت ولا تزال تلك الآفة المتسلطة علينا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا شوكة في كل نجاح نصل إليه وسنعود بالزمن إلى عهد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث الازدهار والرخاء وزيادة رقعة الدولة الإسلامية التي وصلت حدودها من بلاد فارس شرقا إلى المحيط الأطلنطي غربا ومن أرمينيا شمالا إلى النوبة جنوبا ، لتظهر جماعة من الأوباش تنكر عليه نجاحاته وتطالب بعزله وتلقي عليه الاتهامات الباطلة وتقتله باسم التدين وباستخدام الدين زاد الأتباع واستمرت تلك الجماعة تنشر فكرها بين العوام .
تلك الجماعة التي أسسها عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام وأبطن الحقد على الأمة والتي عرفت في خلافة علي بن أبي طالب باسم الخوارج تحديدا عندما خرجوا على الخليفة علي بن أبي طالب الذي قبل بالتحكيم لوقف الفتنة بين المسلمين وإيقاف نزيف الدماء الذي طال العديد من الصحابة واستمرت تلك الجماعة فيما تصبو إليه من تفريق جماعة المسلمين وفي سبيل ذلك قتلوا علي بن أبي طالب وحاولوا قتل معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضوان الله عليهم أجمعين .
وعندما خمدت الفتنة بتنازل الحسن بن علي عن الخلافة لحقن دماء المسلمين وتفويت الفرصة على الخوارج للوصول إلى السلطة لم ييأس هؤلاء الفجار واستمروا في نشر أفكارهم في فترات ضعف الدولة الإسلامية لا سيما في العصر العباسي الثاني .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل اندثرت أفكارهم في عصرنا الحديث ؟
للأسف الشديد لم تندثر أفكارهم وامتدت جماعتهم ونهجهم وأسلوبهم وإن تغير الاسم بقيت أفعالهم تدلنا عليهم ، فخوارج العصر الحديث كالخوارج القدامى نجحوا في إظهار التدين للعامة لجذب الأتباع والمحبين ورفعوا شعارات تميل إليها القلوب فكما رفع الخوارج القدامى شعار ( إن الحكم إلا لله ) رفع الجدد شعار ( الإسلام هو الحل ) وكما كفر القدامى خصومهم كفر الجدد خصومهم وكما قتل القدامى خصومهم قتل خوارج هذا العصر خصومهم ، من قتل الخازندار والنقراشي وأحمد ماهر وبطرس غالي والسادات وهشام بركات ؟
ومن حاول قتل الرئيس جمال عبد الناصر في حادثة المنشية ؟ ومن يقتل جنودنا البواسل في سيناء ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى