مقالات

وباء الرويبضة

بقلم / محمد محمود مهدي
لقد مر على البشرية العديد من الأوبئة على مر التاريخ كان فيها الفتاك والأكثر فتكا وضراوة ولكن في النهاية يمر الوباء وهكذا تنتهي الجوائح .
وعلى ما يبدو أن وباء النفس البشرية أخطر بكثير من الأوبئة والأمراض ، فقد هاجت الدنيا وماجت وانقلبت رأسا على عقب ولم تعد ساكنة كما كانت في الماضي القريب حيث لا نكاد نسمع صوتا سوى للعقلاء والحكماء والفطناء يرسمون للعامة والجماهير طريقهم ويقدمون حلولا لشتى المشكلات في مجتمعاتهم ، أما الآن وبكل أسف توارى الحكماء والعقلاء والفطناء وحل محلهم أناس تنبأ بظهورهم نبي هذه الأمة الذي لا ينطق عن الهوى منذ أكثر من أربعة عشر قرنا في حديثه الشريف الذي يذكر فيه السنوات الخداعات التي يكذب فيها الصادق ويصدق الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن الخائن .
فهل نعيش الآن في السنوات الخداعات ؟
للأسف بكل تأكيد نعم وانظروا حولكم يا سادة ستجدون أننا نعيش في ذروة هذا الوباء فقد أصبح الشخص (الرويبضة) الذي وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بالشخص السفيه التافه الذي يتحدث باسم العامة موجود بيننا في كل حي وكل قرية وكل نجع وكل شارع .
وقد ساعد على ظهوره وسائل التواصل الاجتماعي فأضاع وأفسد وأشعل نيران الجهل والسفاهة يجذب الناس إلى طريق السطحيات وتوافه الأمور ويبعدهم عن طريق الأولويات ويساهم في تضليل الرأي العام.
والله يا سادة إننا نسير خلاف القاعدة نكمم أفواه الصالح العاقل صاحب الفكر المستنير ونمكن الرويبضة التافه المتشدق صاحب الأفق الضيق خاوي الفكر الجاهل ببواطن الأمور وظاهرها.
كيف لجاهل لا يعي ما يكتب أو يقول ويتلعثم في حروف العربية ان يقود علماء ومثقفين وأدباء؟
لن ينصلح حالنا إلا لو أبعدنا هؤلاء عن مسرح حياتنا وتركنا القيادة والريادة لأصحاب الفكر والعلم والصدق .
جفت الأقلام وطويت الصحف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى