منوعات

الهمجية فى أبشع صورها

كتب : جمال اسماعيل 

ما يجرى تجاه الأقلية المسلمة فى بورما على أيدى الأغلبية البوذية عارآ دوليآ وعربياً. وعاراً إسلامياً يخص الدول الإسلامية أجمع . فقد ينتفض المجتمع الغربى حال الإعتداء على كنيسة فى دول العالم الإسلامى . وتهرول المنظمات الدولية والحقوقية من أقصى الأرض إلى أقصاها بطرح قضيتهم . الأحداث التى تجرى فى بورما . تعود بنا إلى العصور الوسطى . هى الهمجية فى أبشع صورها. هى دليل قاطع على أن شعوب العالم لا تشعر ولا ترى . وتؤكد أن المنظمات الحقوقية وغيرها التى يتم تميولها تم تكاليفها بأن لاترى ما يحدث فى بورما والا تقطع عنهم المعونه . ما يجرى فى بورما تجاه مسلمى الروهينجا . بحرقهم أو تقطيعهم أو دفنهم أحياء . أكبر دليل على أن العالم فى القرن الحادى والعشرين مازال يعيش حالة من التخلف والتعصب الدينى والعرقى . أن صمت المجتمع الدولى . هو بمثابة عار سوف يظل يلاحق هذه المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولى .رغم أن القضية الأولى للكتب السماوية قبل آلاف السنين. والتى من أجلها كانت مهمة الرسل والأنبياء بالدرجة الأولى بعد عبادة الله الواحد الأحد.  فالمذابح الحالية بشأن المسلمين فى بورما والمستمرة منذ عام ٢٠١٢ ليست الأولى من نوعها . أن الإسلام دخل إقليم أراكان هناك منذ القرن السابع الميلادى. وأصبحت أراكان دولة مسلمة. إلى أن قام بإحتلالها الملك البوذى البورمى (بوداباى) فى عام ١٧٨٤ ميلادية . وقام بضم الإقليم إلى بورما خشية إستمرار إنتشار الإسلام فى المنطقة. ثم قام بعد ذلك بتدمير الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس. كما قتل الكثير من العلماء والدعاة. ثم تعرض المسلمون هناك منذ ذلك التاريخ لعمليات إضطهاد وتشريد وطرد. كان أبرزها فى القرن العشرين. وتم طرد نحو مليون ونصف المليون شخص إلى بنجلاديش المجاورة وحدها . أننا لسنا بصدد مواجهات عرقية أو دينية بين فئات متناحرة. نحن أمام مخطط إبادة جماعية ممنهجة ومنظمة تقوم بها دولة عضو فى الأمم المتحدة وفى المنظمات الإقليمية والدولية. بمباركة ودعم رئيسة الوزراء.( أونج سان سو تشى ) الحاصلة على جائزة نوبل للسلام . كما منحها مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع ميدالية الكونجرس الذهبية. وهى أرفع تكريم مدنى فى الولايات المتحدة . إن ما يجرى فى بورما ليس بمعزل عن مخطط إعادة صياغة العالم على الطريقة الأممية . نحن أمام عار عربى . إلا أن العار الدولى سوف يظل الأصل فى مثل هذه القضايا. أن الصور والفيديوهات القادمة من بورما فيما يتعلق بالإبادة الجماعية سوف تظل بمثابة وثائق قاطعة تؤكد مدى التعصب الدينى لدى الغرب. وهى الوثائق التى فشل الإعلام  فى إبرازها . وتعمد الإعلام العالمى تجاهلها فى إطار إستكمال كل جوانب الجريمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى