مصر تحذر من العواقب الوخيمة لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
شددت مصر، اليوم الأحد، على رفضها الكامل للتصريحات الصادرة عن مسؤولين رفيعي المستوى بالحكومة الإسرائيلية بشأن اعتزام القوات الإسرائيلية شن عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، محذرة من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، لاسيما في ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وطالبت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، بضرورة بتكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح الفلسطينية، التي باتت تؤوي ما يقرب من 1.4 مليون فلسطينى نزحوا إليها لكونها آخر المناطق الآمنة بالقطاع.
واعتبرت مصر أن استهداف رفح، واستمرار انتهاج إسرائيل لسياسة عرقلة نفاذ المساعدات الإنسانية، بمثابة إسهام فعلي في تنفيذ سياسة تهجير الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته، في انتهاك واضح لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.
وأكدت جمهورية مصر العربية على أنها ستواصل اتصالاتها وتحركاتها مع مختلف الأطراف، من أجل التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، وإنفاذ التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين، داعيةً القوى الدولية المؤثرة إلى تكثيف الضغوط على إسرائيل للتجاوب مع تلك الجهود، وتجنب اتخاذ اجراءات تزيد من تعقيد الموقف، وتتسبب فى الإضرار بمصالح الجميع دون استثناء.
حماس تحذر
وقال تلفزيون الأقصى التابع لحركة حماس، نقلا عن قيادي كبير في الحركة قوله، اليوم الأحد، إن أي هجوم بري للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح الحدودية بقطاع غزة، يعني نسف مفاوضات التبادل.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه أمر الجيش بوضع خطة لإخلاء رفح والقضاء على أربع كتائب لحماس، يقول إنها منتشرة هناك.
ولجأ أغلب النازحين إلى رفح المتاخمة لمصر، لكن بعد فشل محادثات وقف إطلاق النار، قال نتنياهو قبل أيام إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ستقاتل حتى تحقيق النصر المبين.
ونقل تلفزيون الأقصى عن القيادي بحماس قوله أيضا «نتنياهو يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل، بارتكاب إبادة جماعية وكارثة انسانية جديدة في رفح».
إصرار نتنياهو
وأكد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، رفضه للدعوات التي تطالب إسرائيل بعدم التدخل العسكري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وزعم نتنياهو في مقابلة مع شبكة (ABC) الأميركية اليوم الأحد: «أولئك الذين يقولون إنه لا ينبغي لنا أن ندخل رفح بأي حال من الأحوال، يقولون في الواقع إنه يجب علينا خسارة الحرب، لترك حماس هناك».
أكد رئيس حكومة الاحتلال نية الجيش للتدخل في رفح، قائلا: «نحن على وشك الوصول إلى آخر كتائب حماس في رفح، وهو آخر معقل لها»، مشيرا إلى أن إسرائيل تعتزم السماح بالمرور الآمن للفلسطينيين حتى يتمكنوا من مغادرة المنطقة.
وأضاف أنهم «يقومون بصياغة خطة مفصلة» بشأن الوجهة التي سيتم إجلاء السكان إليها.
وتابع نتنياهو أنه وجه جيش الاحتلال، بالتخطيط لإجلاء مئات الالاف من سكان رفح قبل الاجتياح البري.
وقالت الولايات المتحدة إنها لن تدعم عملية عسكرية إسرائيلية في رفح بجنوب القطاع، حيث فر العديد من سكان غزة بحثًا عن الأمان، وعلق نتنياهو: «أنا أتفق مع الأميركيين في هذا.. سنفعل ذلك مع توفير ممر آمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة».
وعند سؤاله عن الوجهة التي من المفترض أن يذهب إليها الفلسطينيون، قال نتنياهو إنهم «يعملون على وضع خطة مفصلة»، ولم يقدم نتنياهو تفاصيل أو جدولًا زمنيًا للغزو البري في رفح.
