أخبار عالمية

رعب في إسرائيل من أصوات اليهود الأميركيين المناهضين للاحتلال والصهيونية

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

 أقرت إسرائيل في 2018 قانون ينص على «يهودية الدولة»، الأمر الذي يمنح اليهود حصرا حق تقرير المصير في إسرائيل.

وفي حينها وصفت الأقليات غير اليهودية في إسرائيل، ذلك القانون بأنه «قانون فصل عنصري».

واليوم، وبعد أقل من 6 أشهر بقليل منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما واكب ذلك من مجازر وجرائم إبادة جماعية يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ظهرت أصوات يهودية حول العالم، قررت أن تنحاز للحق، وأقرت بالجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

ونشرت صحيفة يدوعوت أحرونوت الإسرائيلية، تقريرا، حول مجموعتين يهوديتين في أميركا، تناهضان الممارسات الإسرائيلية وتقران بالحق الفلسطيني، ووصفت الصحيفة الأمر بأنه «ظاهرة خطيرة.. اليهود المناهضون لإسرائيل في الولايات المتحدة».

 

الصوت اليهودي من أجل السلام JVP

«بعد 16 عاماً من الحصار الإسرائيلي، شن المقاتلون الفلسطينيون من غزة هجوماً غير متوقع. ربما تكون الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت الحرب للتو، لكن حربها ضد الفلسطينيين بدأت قبل 75 عاماً. الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي – وتواطؤ الولايات المتحدة فيهما – هم مصدر كل هذا العنف».

بهذه الكلمات عبرت مجموعة «الصوت اليهودي من أجل السلام» عن موقفها إزاء قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعلان الحرب، على غزة، إثر هجوم «طوفان الأقصى».

تأسست JVP في عام 1996، ونشأت قيادتها في الغالب من حاخامات الحركات الليبرالية في الولايات المتحدة. وكان أحد أعمالهم الأولى هو تنظيم عيد الفصح، حيث تم مناقشة حرية الفلسطينيين، ويجمع أعضاء المجموعة يجمعون بين الطقوس والتقاليد والنصوص اليهودية والقيم الليبرالية والسياسة التقدمية

ومن ضمن مؤسسي المجموعة كل من ريبيكا فيلكوميرسن هي المدير التنفيذي؛ ويضم المجلس الاستشاري توني كوشنر، ومايكل راتنر، وسارة شولمان، وجوديث بتلر، ونعوم تشومسكي، ونعومي كلاين، ووالاس شون.

وتُعارض المنظمة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد نشرت مقالات تنتقد ما تصفه بأنه «انتهاكات شديدة لحقوق الإنسان والتي تمارسها إسرائيل في كل يوم»، مثل بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية والحصار المفروض على قطاع غزة والعمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية.

تقول المنظمة أنها «لا تؤيد حل الدولة الواحدة لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ولا حل الدولتين». وفقا للمحلل دوف واكسمان فإن مثل هذه المواقف تعني أنها لا تدعم طابع دولة إسرائيل يهودية وديمقراطية.

ووفقا لموقع JVP، فإن المنظمة لديها 747803 من المؤيدين والأعضاء.

وتمكن أعضاء المجموعة من تنظيم أكثر من مظاهرة، في مدن أميركية عدة، للتعبير عن موقفهم من حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين، وكذلك الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل.

 

وورد على موقع المنظمة:

«بعد مرور خمسة أشهر على مذبحة الإبادة الجماعية، قُتل عدد من الأطفال الفلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي أكبر مما قتل خلال السنوات الأربع الأخيرة من الصراع المسلح في جميع أنحاء العالم. مع بداية شهر رمضان، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المضي قدماً في خططه لغزو بري لرفح، مما يهدد بتهجير 1.5 مليون فلسطيني بشكل دائم أجبروا على اللجوء إلى هناك.

لهذا السبب لم نتباطأ ولو لدقيقة واحدة. في جميع أنحاء البلاد، من شيكاغو إلى براتلبورو، ومن لوس أنجلوس إلى مدينة نيويورك، ننزل إلى الشوارع للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء كل التمويل العسكري الأمريكي للحكومة الإسرائيلية».

 

إف نوت ناو

في 10 أكتوبر 2023، أي بعد 3 أيام فقط من «طوفان الأقصى» والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، علقت منظمة إف نوت ناو على الحرب قائلة: «إن التصريحات والحلول الأحادية التي تشير فقط إلى الخسائر في إسرائيل لا تساعد في وقف إراقة الدماء. أين أصحاب الشجاعة والقلب للكلام عن أرواح الفلسطينيين التي أزهقت والمنازل التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية اليوم، أم عن سياق الاحتلال المستمر والحصار الذي خلق هذه الأزمة؟».

تأسست منظمة IfNotNow في 2014، وتوصف المنظمة بأنها جماعة يهودية أميركية تعارض الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. ويتظاهر أعضاؤها ضد السياسيين وسياسات الولايات المتحدة والمؤسسات التي تعتبرها داعمة للاحتلال، وعادة ما تسعى إلى ممارسة الضغط من خلال العمل المباشر والظهور الإعلامي.

 

 

ولم تظهر أنشطة المنظمة فقط مع اندلاع العدوان الإسرائيلي، بل كان لها موقف بعيد قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

 

رعب في إسرائيل: ماذا لو انتشروا؟

وبحسب التقرير المنشور في الصحيفة الإسرائيلية، فإن السؤال المطروح حاليا إزاء هؤلاء هو احتمالية أن يتمكن اليهود المناهضون لإسرائيل، والاحتلال، والصهيونية، من التغلغل في المجتمع الأميركي، والتغلغل بين اليهود الأميركيين.

وجاء في التقرير: «يصبح تأثيرهم الإعلامي خطيراً بشكل خاص عندما يتغلغل في الرأي العام الأميركي بشكل عام، ولدى اليهود الأميركيين بشكل خاص، الذين قد يصدقون الرواية الكاذبة التي تروج لها هذه المنظمات. ولكن كيف وصلنا إلى وضع تتصرف فيه المنظمات اليهودية بمثل هذا الافتقار إلى التضامن مع إخوانها؟».

ويختتم التقرير بالفقرة التالية: «التهديد الرئيسي للجيل القادم من اليهود الأميركيين الليبراليين ليس المنظمات المناهضة للصهيونية، بل الصعوبة التي يواجهها الشباب في التعرف على ما أصبحت عليه إسرائيل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى