مقالات

 

 د. صالح العطوان الحيالي 

قصة من الواقع، كلما تطلع الانسان لمعيشة الاخرين والتعرف على حياتهم ومعيشتهم ومعايشة واقعهم يصيبه الحنين للقيام باعمال البر والخير، قصة حقيقية وما اكثرها في هذه السنين الاخيرة للفقر والحالات الصعبة التي تعيشها الكثير من العائلات،هناك سائق تاكسي، استوقفه شخص فقير، وشبه عاجز، قال له: إلىٰ أين.؟! قال له: إلىٰ أقصىٰ طريق في المدينة ، وما معي دينار أعطيك إيَّاه.! قال له: حاضر… أوصله إلىٰ آخر الطريق، فلما نزل من سيارته، أقبل عليه أولاده، وسألوه: أجئتنا بالخبز يا أبت.؟! فقال: لا والله ما جئت بالخبز وأخفىٰ السبب في نفسه لأنه لايملك المال ولأنه استحىٰ من السائق أن يطيل عليه المسافة والوقت دون أجرٍ أو مقابل، فأراد السائق أن يكمل معروفه، فنزل إلىٰ طريق يوصله الى مركزالمدينة، واشترىٰ خمسة أكياس خبز وذهب إليه، وأعطاه إياها، أقسم السائق بالله أن أولاد الرجل الفقير التهموا نصف الخبز في دقائق، من شدة جوعهم وفقرهم، بعد ذٰلك نزل السائق بسيارته من منطقة الرجل الفقير إلىٰ المدينة يسعىٰ في كسب رزقه ويبحث عن زبون وراكب جديد، فاستوقفه سائحان وقالا له: أوصلنا إلىٰ المطار، فأخذهما إلىٰ المطار، وأعطاه 25 الف دينار والتسعيرة الاعتيادية لهذه الرحلة خمسة الاف دينار فقط، (خمسة أكياس خبز). وهو في المطار جاءه سائحان آخران طلبا أن يوصلهما إلىٰ فندق في المدينة، وأعطوه 50 الف ديناروهو مبلغ كبير جدا ، هل تعرفون ماذا فعل السائق بعد هذا.؟! بقية الحكاية غير متوقعة، وهي أكثر عمقاً من كل ما سبق.! رجع السائق إلىٰ بيت الرجل الفقير في اقصى المدينة، واشترىٰ لهم ما لذ وطاب من الفواكه، والحلويات واللحوم، وقال للرجل الفقير: ساق الله لي كل هذا الرزق بسببك، لأنني خدمتك، وكانت خدمتي لك خالصة لوجه الله تعالىٰ، وعدت إليك لأني أردت أن أعوّد نفسي وأربيها علىٰ التعلق بالله تعالىٰ فهو الرزاق، وأن أربّيها علىٰ التصدق وإخلاص النية. على نياتكم ترزقون، كنَ ذا أثر، تذق طعم الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى