مقالات

درس في بر الوالدين 

 د.صالح العطوان الحيالي 

ان بر الوالدين استجابة لامر الله وهو فرضه، واجره كبير، فقد قضى به تعالى بقوله:

  (۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰا ۝ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّیَانِی صَغِیرࣰا ۝ رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِی نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُوا۟ صَـٰلِحِینَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّ ٰ⁠بِینَ غَفُورࣰا)

[سورة الإسراء 23 – 25]. وقال تعالى: (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا)مريم٣٢.

رضا الوالدين على أبنائهم يقود إلى رضا الله عز وجل، والله عز وجل يبارك ويرضى عن الابن البار بوالديه، كما يكون بره بوالديه سببا في دخوله الجنة، ولا يقتصر البر على الذكور دون الإناث أو الإناث دون الذكور أو الصغار دون الكبار أو الكبار دون الصغار، وإنما يتوجب عليهم جميعا أن يبروا بوالديهم على حد سواء، ويقدمون لهم الرعاية والخدمات اللازمة دون كلل أو ملل أو منة، أن الاب والام قدما الغالي والنفيس في سبيل تربية أبنائهم تربية صالحة، فواجب الأبناء على الآباء أن يردوا ذاك المعروف لهم، فهم كانوا السند في الصغر، وعلى الأبناء أن يكونوا لهم السند في الكبر، مثل الانفاق عليهم وزيارتهم وتلبية احتياجاتهم وأخذ رضاهم والاطمئنان على راحتهم والدعاء لهم في الحياة والممات، غير الوالدين ليس فقط بالكلام وإنما بالفعل،

وإليكم درس من أروع الدروس في بر الوالدين.

أخذ رجل أباه العجوز إلى الطبيب للمراجعة،

وفي طريق العودة قال الأب: اني اشعر بالجوع ياولدي، فما كان من الابن إلا اخذه الى أحد المطاعم الفاخرة لتناول الطعام وكان الأب كبيراً في السن ويرتجف، وعندما يأكل يتناثر الطعام على الأرض وعلى ملابسه لفت هذا نظر كل من كان في المطعم، بقي الرجل هادئا وانتظر لحين انتهاء أبيه من الأكل وبعد ذلك أخذه إلى المغسلة وغسل يديه وفمه ووجهه ونظف له ثيابه ثم عاد ونظف المكان بكل هدوء ودفع الفاتورة وخرج وسط أنظار كل من كان في المطعم.

وبينما هو وأباه يهمان بركوب السيارة لحقه رجل كان موجودا داخل المطعم وطبع قبلة على رأس أبيه وأخرى على جبينه وقال له:

سيدي ألم تنتبه أنك تركت شيئا في المطعم ؟!.

قال له: لا 

فرد عليه الرجل: بلى لقد تركت درسا بليغاً في الأخلاق والإنسانية و بر الوالدين لكل من في المطعم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى