محمد حسونه
واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم العاشر على التوالي، وسط مخاوف من جراء إجبار سكان المخيم على النزوح.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية المدعومة بتعزيزات عسكرية عن نزوح قسري لمئات العائلات من المخيم تحت تهديد القوة. كما تعرضت المنطقة لعمليات تجريف واسعة، وشملت مداهمات للمنازل وطرد سكانها تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى الاستيلاء على بعض المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
نزوح العائلات
وفي تصريحات سابقة، ذكر المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جوناثان فاولر أن ما يقارب من 2450 إلى 3000 عائلة نزحت من مخيم طولكرم للاجئين.
وقدّر رئيس اللجنة الشعبية في المخيم، فيصل سلامة، أن حوالي 80% من سكانه البالغ عددهم 15 ألف نسمة قد نزحوا. وأشار سلامة إلى أن النازحين من المخيم ينتشرون في ضواحي طولكرم وفي المدينة نفسها.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد أرسلت قوات الاحتلال المزيد من آلياتها إلى المخيم، ونشرت دوريات المشاة في محيطه. كما استولت على المزيد من المنازل والمباني التجارية في الحي الشرقي للمدينة، وفي شارع نابلس القريب من المدخل الشمالي للمخيم، وكذلك بالقرب من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي.
واستمر نزوح العائلات القسري من المخيم نحو المدينة، في وقت تعمل فيه طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على إخلاء كبار السن والمرضى، ونقلهم إلى مراكز الإيواء المنتشرة في المدينة وضواحيها وعدد من قرى وبلدات المحافظة.
ثكنة عسكرية
وأكدت الوكالة أن سكان المخيم ذكروا أن المنطقة أصبحت شبه خالية من السكان، حيث لم يتبق سوى بعض العائلات القليلة. ولفتوا إلى أن هناك نقصاً حاداً في الطعام والمياه والأدوية وحليب الأطفال، في ظل انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات.
كما أفادوا بأن قوات الاحتلال تبث الرعب في نفوس السكان لإجبارهم على مغادرة منازلهم، من خلال تفجير المنازل والمحلات التجارية. وقد فجرت قوات الاحتلال ثلاثة منازل في مخيم طولكرم يوم الثلاثاء.
وفي مدينة طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال فجر الأربعاء شاباً فلسطينياً بعد مداهمتها لمنزله في الحي الشرقي. كما داهمت منازل أخرى في الحي ذاته، حيث قامت بتفتيشها وتكسير محتوياتها، ودققت في هويات السكان، وأخضعتهم للتحقيق الميداني، قبل أن تستولي على بعض المنازل وتحولها إلى ثكنات عسكرية بعد طرد أصحابها منها.
مداهمات واسعة
كما داهمت قوات الاحتلال منازل أخرى في ضاحية اكتابا شرقي المدينة، تعود لعائلات الخولي والهوجي والشيخ مظهر، وحققت مع أصحابها واحتجزتهم لبعض الوقت قبل الإفراج عنهم، دون أن يُسجل أي اعتقالات.
وتواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، حيث نشرت دوريات المشاة على مداخله، واستولت على المبنى التجاري المتاخم له منذ بداية العدوان، وحولته إلى ثكنة عسكرية. كما ترابط آليات الاحتلال على المدخل القريب من المستشفى، مانعةً الاقتراب من المكان.
وفي بيان لها يوم الثلاثاء، أكدت حركة حماس أن «جرائم الاحتلال المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم وطوباس لن تُضعف عزيمة شعبنا ومقاومته». وأضافت أن هذه العمليات تأتي في إطار التأكيد على إصرار الشباب الفلسطيني الثائر ومقاومته الباسلة في الضفة على الاستمرار في طريق المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي.