مقالات

مشيرة موسى تكتب ” ذكريات جنيه مكسوف “

بقالى شوية … لأ قولوا شويتين … مشمرة عن اكمامى وبدأت حملة كبيرة لفرز وتوزيع بعض الكتب من المكتبة بتاعتي … انا كنت فاكرة كام يوم وهخلص … لأ و لأ خالص كمان … ماهو مكتبتى مش كتب وبس … ده انا دخلت من غير قصد فى قراءة بعض الموضوعات واللقاءات والتحقيقات الصحفية وعروض الكتب وشغل كتييير نشر على صفحات الأهرام اليومى والمجلات الصادرة عن مؤسسة الأهرام على مدى ٣٨ سنة … امبارح بأااااه لقيت كنز … اه والله … ظرف كبير مليان فلوس … لأ ما تفرحوش قوى … مش مغارة على بابا يعنى … الظرف فيه فلوس ” فية ” … يعنى فئة … الجنيه والنصف جنيه والربع جنيه وال ١٠ قروش وال ٥ قروش كمان … هى دى مش فلوس وخلاص … لأ دى فلوس عليها اهداءات ومعايدات من اصحابى وحبايبى واساتذتى … ومنها كمان فلوس مكتوب عليها كلمات تشجيع أو مباركة واستحسان لموضوعات كتبتها … انا مثلا لقيت جنيه مكتوب عليه ” مشيرة … كل سنة وانت طيبة بمناسبة عيد الفطر …والتاريخ ٢٥ ديسمبر ٢٠٠٠ ” … يعنى مش من زمان قوى … المهم مسكت الجنيه وانا فرحانة … عايزة اكلم احفادى واحكيلهم …لكن لقيت فجأة الجنيه مكسوف وبيترجانى ” استرى عليه ” … انا بصراحة ما فهمتش … ده فى الأول وفى الآخر جنيه سليم صادر من البنك المركزي المصرى وله رقم مسلسل وعليه توقيع المحافظ … بصراحة الجنيه صعب عليه شكله لكن فى نفس الوقت قلت له ” فهمنى ” … وبدأنا حوار امتد لحد السحور … وانا بصراحة اقتنعت من اول جملة قالها … لكن ماوضحتش علشان اسمع كل حجته للآخر … اسمعوا بأااااه هو قال ايه … هو سألني فاكرة وانت صغيرة فى المدرسة كان مصروفك كام … قلت طبعا فاكرة … مصروفى بدأ بتلاتة تعريفة وبعدين خمسة تعريفة وبعدين خمسة صاغ … الجنيه ضحك وسألنى واحفادك يعرفوا او يفهموا الكلام ده … انا قلت طبعا لأ … وفجأة الذاكرة رجعت لى … وقلت دا انا كمان حضرت الكلام عن المليم والنكلة والنص فرنك … يمكن ما اسعملتهمش فى المدرسة لكن كانوا موجودين … وافتكرت ان البيضة كانت بتعريفة … وافتكرت ان انا واخواتى كنا بنكلم حلواني عمر الخيام فى شارع إبراهيم اللقانى بروكسى يبعت لنا ٦ قطع جاتوه ميلفيه بتسعة صاغ وندفع للراجل ١٠ صاغ …اعتقد ان انكل ميشيل صاحب عمر الخيام وصديق ابويا منذ الطفولة هو اللى بدع فكرة الدليفرى … تتصوروا ان اقل قطعة جاتوه دلوقتى وصلت ٨٠ جنيه … الجنيه هز رأسه وهو باين عليه الزعل وقال وانت كده بأااااه عايزة تضحكي عليه احفادك … الجنيه خلانى افتكرت برضه لما كنت باضحك على حكايات جدتى ام ابويا عن ” زمان بتاعها ” … هى كانت مش بتزعل لكن كانت بتقول ” يضحك عليكم عيال عيالكم ” … سامحينى يا تيتا … اهو كلامك بيتحقق … العيال بتضحك على حكايات جيلنا وهما مش مصدقين … ده انا لما قلت لهم ان اول مرتب اخذته فى الأهرام كان ٣٥ جنيه … قعدوا يضحكوا على النكتة اللى قلتها … ولما قلت انه ده كان مبلغ كبير … وقعوا فى الأرض من الضحك … ما هو جدتى كمان كانت بتقول ان ” الكلمة دوارة ” … وان اى ” قول أو فعل” بنعمله بيرجع لنا شخصيا أو لاولادنا … قوموا بأااااه انتهزوا الفرصة … استغلوا الايام المفترجة دى وصلوا وادعوا ان ربنا يسامحنا عن اى غلط عملناه … وكل لحظة وانتم وحبايبكم طيبين …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى