Uncategorized

همسات

همسات
أخ ( الأخيرة )

هناء البحيري 

لقد أصبح كل شيء يهون حب الذات طغى على العقول
و عندما وصلت السيارة عند الدار نزل الجميع و كان عبد الودود يسند على عكازه و إذا بقوة من الأمن تحيط بالبيت و أقبل مدير المركز و سلم على الجميع و رحب بهم قائلا أهلا بكم فى بلدكم و دياركم أما أهل القرية كانوا يتسابقوا حتى يسلموا على عبد الودود و تحيه كانت الفرحة تملأ عين عبد الودود و تحيه و لأول مرة يشعروا بأن حقهم رجع و أن الظلم رد عنهم كان الاستقبال حار جداً مما جعل تحيه ترفع رأسها لأول مرة منذ زمن و عندما دخلوا للبيت بدأت الدموع تنهمر من أعينهم من كثرة الفرحة و أخذ الجميع يتجول فى البيت كانت الدار تشبه القصر برغم صغر حجمها و مكث الجميع عدة أيام و أجمل شيء كان يفرح عبد الودود أنه كان يسير فى القرية رافع الرأس و أخيرا ذهب لقبر أمه و أبيه فى العلن أمام الجميع و بعد وقت قال صلاح لابد أن نعود لبيتنا فى القاهرة حتى يعود الجميع لعمله لكن عبد الودود قال له أنه يود أن يكمل حياته فى القرية و كان هذا أيضا ما تتمناه تحيه لكن صلاح قال الأن هنا لنا بيت نسافر له فى أى وقت نشاء و عاد الجميع لكن تحيه كان يشغلها عدم زواج صلاح و قالت له كل ما تمنيته فى حياتى حدث عدا شيء واحد هو زواجك قال صلاح يكفيني أن أكون سبب فى سعادتكم لكن تحيه كانت تلح فى موضوع الزواج لكن أين يتزوج قال صلاح أنه ينوي السفر حتى يبدأ فى بناء شقة له و سافر بالفعل و عادت المشاكل مع زوجة حسن و مرت سنوات و عاد صلاح و قبل أن يبدأ فى البناء مرض عبد الودود و طلب من تحيه أن تنقله للقرية حتى يقيم بها الوقت الباقي له فى العمر و سافر صلاح مع والديه و مكث عبد الودود فى الفراش و لم يتركهم صلاح كانت تحيه تقول له إذهب للقاهرة و قم ببناء الشقة حتى تتزوج قبل موتنا لكنه رفض أن يتركهم أما حسن و زوجته احتل البيت بأكمله أما تحيه كانت تتمنى أن ترى أخواتها كما كانت فى بعض الأحيان تقف خلف النوافذ ربما ترى أحد منهم صدفة و فى يوم شعر عبد الودود أنه على حافة الموت طلب من صلاح أن يتصل بحسن و عندما جاء حسن أوصاه خيراً بأخيه و أمه و أخته و كأنه كان يعرف ما يحدث بعد موته و فارق عبد الودود الحياة و دفن فى القرية كما كان يتمنى و أصبحت تحيه بلا روح فكان عبد الودود هو الروح بالنسبة لها و العجيب أن أخ واحد لتحية هو الذى جاء للعزاء كانت مفاجأة للجميع و عندما رأته تحيه ارتمت فى حضنه و بعد العزاء قالت تحيه لصلاح سافر حتى تبني الشقة و تتزوج حتى أطمأن عليك و هنا كانت المفاجأة و هى أن حسن كان قد كتب البيت بأسمه و ذلك أيام ما كان صلاح يبعث له النقود و يبني و كادت تحيه تجن من فعلته هذه لكنها كانت تعرف أنه أناني أما صلاح لم يصدق و عندما تحدث معه قال حسن أنت كنت تسافر و تتركني أراعيهم و شعر صلاح بغدر أخيه و هنا قرر صلاح أن يظل فى القرية مدى الحياة و رفض صلاح الزواج كان يقول أخي غدر بي ماذا أري من أبني حزنت تحيه لما حدث و قالت لحسن أنها غاضبة عليه مدى حياتها كما قالت لصلاح إذهب للقضاء و أنا أشهد معك لكنه رفض و قال هذا أخي كيف أقاضيه قالت تحيه إذا هذه الدار ملك لك قال صلاح و هل نسيتي أختي فاطمه هى أيضا شريكة فى هذه الدار دعت له تحيه بطيلة العمر و برضا ربه عنه و ظل صلاح حنون على أمه مكث معها يراعيها و فتح دكان صغير بالبيت حتى يعيش من دخله كما كان حنون على أخته و طلب منها أن تأتي كل فترة للقرية حتى يراها لأنه قرر أن لا يسافر للقاهرة طيلة عمره و ذلك بسبب جرح أخيه له
عجبا لهذا الزمان هذا أخ و هذا أخ الأم واحدة و الأب واحد و التربية واحدة إذا أين الخطأ من أين جاء الغدر هل الطمع كان السبب أترك لك الاجابة عزيزي القارئ 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى