مقالات

“مراحل جمع القرآن الكريم “

بقلم : نورهان التمادي
معنى جمع القرآن
معنى الجمع لغةً: الجمع مصدر الفعل جمع، يقال: جمع الشّيء يجمعه جمعًا، وأجمعت الشّيء: جعلته جميعًا، واستجمع السّيل: اجتمع من كلّ موضع. والمجموع: الذي جُمع من هاهنا وهاهنا، وإن لم يجعل كالشّيء الواحد، والجمع تأليف المتفرّق. ويلاحظ من المعاني السّابقة أنّ كلمة “جمع” تدلّ على جمع المتفرّق والتّأليف. وجمع القرآن اصطلاحًا: يطلق في علوم القرآن على معنيين: الأوّل، جمعه، بمعنى حفظه في الصّدور عن ظهر قلب، ودليل ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }.[١] أي جمعهُ في الصّدور وإثبات قراءته في الألسن. والثّاني: جمعه بمعنى كتابته، ودليل ذلك حديث قصّة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه- قول عمر بن الخطّاب لأبي بكر -رضي الله عنهما-: “وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن”.[٢]
مراحل جمع القرآن الكريم
القرآن الكريم نعمة الله تعالى على عباده، نزل به الروح الأمين، على قلب النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- ليكون للعالمين هاديًا ونذيرًا، وكان حلقة الوصل بين العباد ومعبودهم، وقد نزل القرآن الكريم من عند الله سبحانه وتعالى على قلب رسوله مفرّقًا وعلى فترات متقطّعة، ولم ينزل عليه جملة واحدة، وذلك لحِكَم متعدّدة أرادها الله سبحانه تعالى لعباده، ولذلك لم يستطع الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يجمع القرآن في مصحف واحد، وإنّما كانت مراحل جمع القرآن الكريم ثلاثة مراحل، وهي:
ظلَّ الصحابة يعكفون على حفظ القرآن غيباً، حتى ارتفعت نسبةُ الحفّاظ منهم إلى عدد لا يحصى. وبلّغوه إلى مَنْ بعدَهم بطريقتين اثنتين:
الأولى: الكتابة التي كانت تتم للقران بأمر الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) لأشخاص بأعيانهم وكّل إليهم هذا الأمر، ولم ينتقل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى جوار ربه إلا والقرآن مكتوب كله في بيته.
الثانية: حفظه في الصدور عن طريق التلقي الشفهي من كبار قرّاء الصحابة وحفاظهم؛ الذين تلقَوْه بدورهم عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؛ الذي أقرّهم على كيفية النطق والأداء.
يتبع….
دمتم فى آمن الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى