مقالات

“محمد العلج” ما هي أخلاقيات التصوير الصحفي خاصة في الحروب والنزاعات المسلحة؟

سأتحدث عن التصوير الصحفي لكن معظم هذه النقاط يمكن تطبيقها على التصوير الوثائقي لأنه المظلة الأوسع التي يندرج تحتها التصوير الصحفي وتصوير الشارع وغيرهما من فروع التصوير التي تهتم بتوثيق حالة الإنسانية او وضع البشرية (the human condition), ويتشارك فروع التصوير الوثائقي في الأساسيات والأخلاقيات.

القاعدة العامة في التصوير الصحفي هو ان المصور ليس جزء من الصورة; بمعنى انه لا يتدخل لتغيير او التأثير على مجرى الحدث الذي يوثقه وأنه هناك لنقل الحقيقة كما هي فقط. المقولة الانجليزية تقول try and not bruise the scene اي لا تحدث رضوض في المشهد, والمقصود هو عدم التدخل.
لا يعني هذا ان ينفصل المصور عن ما حوله, ولكن لا يتدخل لتغيير الحقيقة.

بالطبع لكل قاعدة شواذ, في حالة تصوير بورتريهات توثيقية مثلا يقوم المصور بتجهيز العنصر مسبقا وتركيب إضاءة صناعية مثلا ويخبر العنصر اين يقف وكيف ينظر وما الي ذلك. يمكنك قراءة ردي على سؤال إكرام كيوان على التعليقات في نفس الموضوع السابق ذكره عن صورة الفتاة الأفغانية كمثال شهير لبروتريه وثائقي, او مشاهدة هذه الموضوع على مجلة الواشنطن بوست الذي قام المصور اريك ريتربوش بتصويره لبعض أفراد الطواقم الطبية خلال جائحة كورونا الحالية بمعدات تصوير من القرن التاسع عشر كمثال.

الحياد. وهذه النقطة تمشي يدا بيد مع النقطة السابقة فأنت لا تتدخل في المشهد وتنقله كما هو سواء يتماشى مع اهوائك وقناعاتك الشخصية ام لا. يجب على المصور نقل الصورة الكاملة للحدث وعدم تنميط فئة على حساب اخرى.
وبعد الحديث عن عدم التأثير على المشهد اثناء تصويره يجب الحديث عن عدم التأثير على المشهد بعد تصوير عن طريق تغيير او تعديل الصورة على البرامج المتخصصة لذلك. قد يكون هذا مقبول في فروع التصوير الأخرى ولكن التصوير الصحفي والوثائقي ليس مسموح استخدام برامج تعديل الصور مثل الفوتوشوب إلا في أضيق الحدود مثل إضاءة الصورة قليلا او قطعها crop بحيث لا يأثر هذا القطع على محتوى الصورة الأساسي. يمنع منعا باتا استخدام ادوات النسخ clone stamp وغيرها من الأدوات المتاحة لتعديل محتوى الصورة. ويوجد العديد من الأمثلة لمصورين تم إكتشاف تلاعبهم في الصور وتم فصلهم من عملهم بسبب ذلك, أذكر منها مصور وكالة رويترز في لبنان اثناء حرب 2006 عدنان الحاج عندما تلاعب في كثافة الدخان في أحد صوره.

كل شيء متاح للتصوير, ولكن يجب إحترام العناصر الموجوده داخل صورتك. فكر مع نفسك هل تصوير هذا المشرد له قيمة وثائقية ام انك تصوره فقط لعمل صورة مثيرة sensational تحظى على اللايكات والانتشار. في حالة تصوير لحظات حزن يجب مراعاة عدم تخطي الحدود الشخصية للأفراد وإعطاءهم مساحة للحزن بدون ان يطغى صوت الكاميرا على مشاعرهم.
احترام زملاء المهنة, عدم تخريب الصور لهم عن عمد, مساعدتهم في حالة إحتياجهم للدعم او الارشاد.
لا يدفع المصور الصحفي الأموال او الهدايا للعناصر كي يسمحوا له بالتصوير, ولا يعطي وعود بالمساعدة او اي شيء من هذا القبيل.
لا يقبل المصور الصحفي الأموال والهدايا من عناصر الصورة.
الحفاظ على سلامتك الشخصية أولا وأخيرا, لا يوجد صورة تساوي ان تفقد حياتك لأخذها.
إظهار التعاطف empathy مع عناصر الصورة, قد تبدو هذه النقطة متناقضة مع نقطة الحياد ولكنها في رأيي تكملها. العناصر الموجودة في صورك هم بشر من لحم ودم ولهم قصص وحيوات مختلفة تحاول أنت كمصور صحفي ان تنقلها لغيرهم من البشر كي يعرفوها ويتأثروا بها, وأنت لست بإنسان ألي مجرد من المشاعر. عاطفتك خلال لحظة التصوير ستنعكس لا اردايا في الصورة وبالتالي سيشعر بها المتلقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى