سياحه وآثارمقالات

معبد ديبود أكبر المعابد الموجودة خارج مصر

كتب محسن شعراوي

على ضفاف نهر النيل، حيث تتراقص النجوم على أنغام الحضارة، يقف معبد ديبود شاهداً على عظمة التاريخ.
منذ فجر التاريخ، تحكى أحجاره حكايات المصري القديم، وتصدح جدرانه بترانيم الآلهة، وخلّد نقشُه أسرار الحضارة.
ولكن، هبت رياح التغيير، وهددت مياه النيل العاتية بابتلاع هذا الكنز الأثري، مشروع السد العالي
هنا، انطلق نداء عالمى من منظمة اليونيسكو للدول الاعضاء لحماية تاريخ الإنسانية من الخطر وبدأت رحلةٌ ملحميةٌ لإنقاذ المعبد من براثن الغرق مثل معابد اخرى
فتم تفكيك معبد ديبود حجرًا حجرًا، وحُفظت أجزاؤه في صناديقٍ على جزيرةٍ وسط النيل، كأنها حكاياتٌ تُخبأ في صفحاتٍ منسية.


وبعد تسع سنواتٍ من الانتظار، قام رئيس دولة مصر باهداء المعبد لاسبانيا ردا للجميل ومشاركتها فى الحملة الدولية لانقاذ التراث المصري وحان وقت الانطلاق نحو موطنٍ جديد.
على متن مراكبٍ تحاكي رحلة الأجداد، أبحر المعبد عبر نهر النيل، حاملاً معه عبق التاريخ وروح الحضارة.
وصل المعبد إلى الإسكندرية، بوابة البحر، ثم انطلق عبر الأمواج العاتية، ليصل أخيراً إلى مدريد، إسبانيا.
في قلب مدريد، وجد المعبد موطناً جديداً، حيث أقيم على ضفاف نهر مانزاناريس، كأن روح النيل قد سافرت معه.
منذ ذلك الحين، أصبح معبد ديبود رمزًا للصداقة بين مصر وإسبانيا، وقصّةً خالدةً عن رحلةٍ عبر الزمان والمكان.
يُقبل على المعبد سنويًا مئات الآلاف من السائحين، ليُبحروا في دهاليز التاريخ، ويُشاركوا في رحلةٍ عبر الزمن.
معبد ديبود، ليس مجرد مبنىً قديم، بل هو قصةٌ حضاريةٌ حية، تُبحر عبر الزمان والمكان، لتُثري ثقافات العالم، وتُلهم الأجيال القادمة.
معبد ديبود، دعوةٌ للانطلاق في رحلةٍ عبر التاريخ، واكتشاف روعة الحضارة المصرية القديمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى