هل تعلم أصل عبارة “هو علي راسه ريشه”
كتب نصر سلامة
عبارة “هو علي راسه ريشة” نستخدمها في مواقف كثيرة دون ان نعرف مصدرها مثلها مثل العديد من العبارات الاخري ، ولكن بعض العبارات قد تكون مرتبطة باحداث اوشخصيات قديمة وقد ترجع الي عصور فرعونية.
عندما نسترجع صور المعبودات القديمة خلال عصر القدماء المصريين سنجد أحدي المعبودات الشهيرة تسمي ماعت و كانت تعتبر لدى قدماء المصريين رمزا «للعدل» و«للحق» والنظام الكوني و «الخلق الطيب»، وكانت غالبا تظهر بهيئة سيدة تعلو رأسها ريشة النعام ، وكما في الصورة نجدها ممسكة مفتاح الحياة (عنخ) في أحد يديها وتمسك في يدها الأخرى صولجان الحكم. وأحيانا يرمز لها بالريشة فقط.
وينسب للمعبودة ماعت أيضا التحكم في فصول السنة وحركة النجوم، لهذا سميت مصر قديما (أرض النيل والماعت).وتصور قدماء المصريين عن يوم الحساب أن يصاحب أنوبيس الميت إلى قاعة المحكمة، ويبدأ القضاة في استجواب الميت عن أفعاله في الدنيا، وهل كان متبعا لقانون ماعت (الطريق القويم) أم كان من المذنبين. ويبدأ الميت في الدفاع عن نفسه ويقول: لم أقتل أحدا، ولم أفضح أنسانا، ولم أشكو عاملا لدي رئيس عمله، ولم أسرق. وقد كنت أطعم الفقير، وأعطي ملبس للعريان، وكنت أساعد اليتامى والأرامل، وكنت أعطي العطشان ماءً. ثم يبدأ القضاة في سؤاله عن معرفته بالآلهة، فكان عليه أن يذكر الآلهة بأسمائها وحذار أن ينسى واحدا منهم. وكان كتاب الموتى الذي يوضع معه في القبر يساعده على (المذاكرة) وحفظ أسماءالآلهة المهمين أثناء تواجده في القبر .
من هنا أصبحت ريشتها في محكمة الآخرة مركزا مميزا، حيث يقاس بالنسبة لريشة الحق «معات» وزن قلب الميت لمعرفة ما فعله الميت في دنياه من حياة صالحة سوية مستقيمة تتفق مع «الماعت» أم كان جبارا عصيا لا يؤتمن إليه كذابا.