رياضة

أسباب الإنهيار الشديد للكرة المصرية !!

كلام رياضي جدا

بقلم د. طارق الأدور
لم يكن أحد يتوقع هذا الإنهيار السريع والشديد للكرة المصرية في السنوات القليلة الماضية حتى أننا خرجنا، ونحن أول من عرف كرة القدم ومارسها في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، صفر اليدين في كل البطولات سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية.
والحقيقة ان الإنهيار أدى إلى فقدان الثقة تماما من جانب الجماهير تجاه المسئولين عن الكرة في الإصلاح لأن كل ما نعاني منه يتكرر سنويا من مسابقات غير منضبطة، وأجندات يتم تعديلها على الكيف، وتحكيم فاسد وغير عادل عمدا ، ولاعبون يحصلون على الملايين ولا يشعرون بقيمتها أمام شباب يكدح للحصول على بضع جنيهات تكفيه فقط للعيش، وإدارات فاسدة تعمل من أجل مصالحها فقط، أما المصلحة العامة فإلى الجحيم، وعقول تتولى المناصب لا تملك أي أفكار للتطوير وتجلس على مقاعدها بالقوة، ومنظومة فاشلة للكشف عن المواهب لا تفرز أي لاعبين مميزين لتزداد معها عملية شراء اللاعب الجاهز من أي مكان مقابل مبالغ طائلة لو أنفقت على منظومة الناشئين لخرجنا بعشرات اللاعبين أفضل من الأجانب الذين يتم التعاقد معهم ولكن بالطبع العمولات والسمسرة من شراء هؤلاء اللاعبين هي الأكثر قوة.
وتلك النقطة الأخيرة هي ما أثارت قضية منظومة الكرة مرة أخرى بعد الفشل الذريع لمنتخب الشباب في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر الآن سرا بعد خروج المنتخب وإنحسار المتابعة للبطولة، ليأتي كالقشة التي قسمت ظهر البعير والتي زادت مآسي الجماهير حزنا على حال اللعبة الشعبية وبخاصة أن تلك الجماهير التي تمثل وقود اللعبة لم يعد لديها أي ثقة في أي إدارة كروية في مصر.
وما زاد أوجاع الجماهير أن الفرق التي تأهلت لتمثيل افريقيا في كأس العالم للشباب بإندونيسيا وهي السنغال وتونس وجامبيا ونيجيريا لا تملك نصف الإمكانيات التي نمتلكها وبخاصة جامبيا الدولة الصغيرة في غرب أفريقيا والتي قدمت نموذجا حيا لما يسمى بإستراتيجية التطوير وإفراز النجوم.
قبل عامين فقط لم يكن أحد يعلم شيئا عن تلك الدولة الصغيرة ولكنها كانت تعمل بعيدا عن الأضواء من أجل طفرة كروية عملاقة.
إستراتيجية التطوير في جامبيا إعتمدت على إستقطاب اللاعبين الصغار لأكاديميات متخصصة في الكرة تشرف عليها الدولة وبدعم من دول أوروبية.
أكاديميات جامبيا الكروية تختلف عن الأكاديميات المنتشرة عندنا في أنها لا تطلب مليما من أي لاعب ولكنها صارمة جدا في إختيار المواهب الأفضل دون أي وساطة عن طريق مجموعة من المدربين ليس لديهم أي مصالح في إختيار هذا أو ذاك، وكان مطلوبا من تلك الأكاديميات أن تعد لاعبين بأعمار صغيرة لخوض تصفيات البطولات الأفريقية للمراحل السنية تحت 17 وتحت 20 بإعتبارها المورد الأول للنجوم وتوالي الأجيال.
من نتاج هذه الأكاديميات منتخب أول لجامبيا كان نصفه من خريجي تلك الأكاديميات نجح في الوصول لدور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية الماضية في الكاميرون.
ثم جاء النتاج الأهم وهو منتخب الشباب الجامبي الذي أبهر المتابعين لكأس أفريقيا للشباب في مصر وثلاثة أرباعه من تلك الأكاديميات التي لم يجهد المسئولون عندنا أنفسهم في التعرف على كيفية ظهور تلك المنتخبات رغم أنها لم تكن متواجدة على الساحة منذ بضع سنوات.. لأنهم كالعادة مشغولون بأمور أخرى أهم.
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى