سياحه وآثارمقالات

قرص سابو الأثري..هل كان عجلة تسبق زمانها بآلاف السنين

محسن شعراوي

في أعماق مقبرة سقارة الغامضة، حيث تسكن الأسرار القديمة، يرقد قرص سابو الأثري، شاهدًا على حضارة كانت يومًا مهد العلم والفن. هذا القرص، الذي يعود تاريخه لأكثر من خمسة آلاف عام، يحمل في طياته لغزًا لم يفك شفرته الزمن.
منحوتًا من حجر الشيست بمهارة فائقة، يقف قرص سابو كتحفة فنية تتحدى العقول وتستفز الخيال. بقطره الذي يناهز الستمائة وعشرة مليمترات، وارتفاع يبلغ مائة وأربعة مليمترات، يحمل القرص أسرارًا لم تُكشف بعد.
عُثر عليه مكسورًا إلى أجزاء، وسط مجموعة من الأواني والأدوات التي تنم عن حضارة عريقة، ورغم أنه تم تركيبه بصعوبة، إلا أن وظيفته ظلت محاطة بالغموض. هل كان زهرية، مبخرة، أو ربما جزءًا من طقوس شعائرية؟ أم كان آلة ميكانيكية معقدة لضخ المياه، أو أداة بسيطة لنسج الخيوط؟
الأمير سابو، صاحب المقبرة والقرص، يقف في قلب هذا اللغز. أمير من الأسرة الأولى، يحمل في تاريخه وراثة ملكية وإدارية لأقاليم عظيمة. ومع كل النظريات المطروحة، يبقى القرص موضوعًا للتأمل والبحث.
هل كان القرص عجلة تسبق زمانها بآلاف السنين، أم كان له أهمية دينية وطقوسية؟ أم أنه كان قاعدة لمصباح زيتي لم يُعرف مثله في مصر القديمة؟
الأسئلة كثيرة، والإجابات قليلة. ويظل قرص سابو، بشكله المعقد وبنيته الهشة، لغزًا ينتظر من يكشف سره. وحتى ذلك الحين، يبقى قرص سابو محورًا للإثارة والجدل، يدعونا للتأمل في عظمة وغموض الحضارة المصرية القديمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى