مقالات

الأصابع القذرة

بقلم محمد محمود مهدي

من منا لا يدرك السعي الدائم والدؤوب لأعداء الأمة من مستشرقين وغزاة للفكر والتاريخ نحو هدم الرموز وتشويه الأعلام والأفذاذ حقدا وحسدا وسعيا لنسف مفهوم القدوة حتى لايجد شبابنا سوى التافهين ليقتدوا بهم .
ولكن ما يدمي القلب أن لهؤلاء الفجار أصابع قذرة في داخل مجتمعاتنا يستخدموها لبث أحقادهم وتشويههم لنوابغنا .

ومن هؤلاء النوابغ الذي أطلقت نحوه سهام الحقد والتشويه فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي يعتبر من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث؛ حيث عمل الشعراوي على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، لقبه البعض بإمام الدعاة ،اعتمد في تفسيره على عدة عناصر من أهمها استخدام اللغة والفصاحة كمنطق لفهم آيات القرآن الكريم والرد على شبهات المستشرقين كما امتزج أسلوبه بين العمق والبساطة .
قام الشيخ بتدريس مادة العقائد رغم أن تخصصه في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع ، إن الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي رمز العلم والوطنية والعطاء المصري لكل العالم العربي والإسلامي .
فكيف لرجل كهذا أمطرنا بعلمه وأثر في قلوبنا وعقولنا أن يتهم بالتطرف من شخص سفيه وأداة من أدوات الحاقدين على علمائنا وعظماء أمتنا .
خلال عشرات السنين والإمام الشعراوي يملأ الدنيا علما، فما رأينا أحدًا أراق قطرة دم، ولا حمل السلاح، ولا صار داعشيًا بسبب كلمة سمعها من الشيخ الشعراوي.
ومن يدعي أن الإمام الشعراوي ضد المسيحيين ، نرد عليه بكلمات البابا شنودة إذ يقول في رثاء الإمام الشعراوي: لقد تأثرنا كثيرا لوفاة صاحب الفضيلة الشيخ متولي الشعراوي، فهو رجل عالم متبحر في علمه، وهو أيضا محبوب من الآلاف وعشرات الآلاف ومئات الآلاف، وموضع ثقة من كثيرين في كل ما يبديه من رأي، وقد عاش واعظًا وكاتبًا وشاعرًا، وضعفت صحته في الأيام الأخيرة، وأراد له الله أن يستريح من تعب هذه الدنيا، وقد جمعتني به أواصر من المودة والمحبة في السنوات الأخيرة من عمره، وكنا نقضي وقتا طيبا معا وكنا أيضًا تجمعنا روابط من محبة الأدب والشعر، نطلب العزاء لكل محبيه ولأسرته . أيها السفهاء لقد عاش هذا الرجل محبا وعاشقا لوطنه وأختم مقالي بجملة قالها عن مصرنا الحبيبية : من يقول عن مصر أنها أمة كافرة !! إذن أين المسلمون ؟ مصر التى صدرت علم الإسلام حتى إلى البلد الذي نزل فيه الإسلام .
طيب الله ثراك فضيلة الإمام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى