مقالات

العريش بين الامس واليوم

 

الغربية/عصام ابوشادي

 
اختلفت حالة الترقب والقلق، الي حالة النشوة والفخر احساس لا ينتاب الكثير، فابلرغم من عبوري لقناة السويس مرات عديدة، إلا أنه في كل عبور تترآي أمامي لحظه عبور أبطال الجيش المصري لهذا المانع المرعب في حرب إعادة الكرامة، فهم بالفعل قهروا المستحيل.
 
ولما…؟ وهم مازالوا يقهروا المستحيل، هذا المستحيل الذي لا يعرف إحساسة إلا لمن عاش بداخله.
في يوما ما وقبل دحر الإرهاب من سيناء كانت لي زيارة لمدينه العريش، زيارة يشوبها التوتر والقلق مما كنا نسمعه من عمليات إرهابية،فلم يكن هناك مجال للإعتذار ، ولما فقد كانت الزيارة واجب وطني، بدأت الرحلة من مدينه القنطرة شرق بعد عبور القناة بالسيارة،لك ان تعلم أن السيارة هي الموديل الوحيد في شمال سيناء، يعني سيارة مميزة، ناهيك عن كم الهواجس التي انتابت عقلي في تلك الرحلة،فقد كانت في أصعب الأوقات، كان وقتها الطريق عبارة عن متاريس وكمائن ثابته ومتحركه لتأمين ليست فقط للمسافرين وأهالي شمال سيناء، ولكنها كانت تأمين لمصركلها.
 
 
طوال الطريق لم نشاهد سوي العربات العسكرية وهي تجوب بطول الطريق وكانت الكمائن في حالة إستعداد قصوي، فالخطأ دون إتباع التعليمات قد يكلفك حياتك، عند الوصول لمدينه العريش، كانت وكأنها في حالة حداد عروس بثوب أسود، حالة من الصمت شوارعها مغلقة بسواتر من الاترابة، تجدها وكأن المدينه ضرب عليها حصارا من الحزن، فعروس الشرق وبوابتها الشرقية تراها وكأنها أطلالا ، والحياة بداخلها تسير ببطئ شديد لا روح فيها، كان هذا بالأمس.
 
 
واليوم بعد عبور القناة وبنفس الشعور والتخيل في عبور قواتنا المسلحة لهذا المانع المائي، كان الإحساس الذي كان بالامس يشوبه القلق والخوف، مختلفا تماما حيث الشعور بالراحة إذدات معه النشوة وأنا أري العمران يذحف في كل شبر فيها، وأنا أري المزارع والحدائق الغناء في كل شبر علي أرض شمال سيناء، فما رأيته بالأمس اختلف تمام عما شاهدته في رحلتي لمدينه العريش اليوم، فالمتاريس والكمائن الثابته والمتحركه أصبحت من الماضي اللهم إلا هناك بعض الكمائن الإعتيادية كما نتعود أن نراها علي الطرق الأخري، فكان السفر سهل لا خوف لا قلق، وأنت تري الشمال خلية من النحل بناء وعمل وتنمية علي طول الطريق، حتي الطريق أصبح كله حياة.
 
لتجد نفسك ومن الوهلة الأولي عند دخولك لمدينه العريش قد إختلف الوضع نهائي، لتجد حالة من التنمية فلم يعد هناك شارع مغلق لا توجد متاريس ، فقط كانت السيادة المصرية علي أرضها معلنة أن المدينة أمنة وملكا لأصحابها بعد دحر الإرهاب وإزالة البقعة السوداء من ثوبها، حالة من النشوة تجد الوشوش التي كانت بالأمس مكفهرة تجدها مستبشرة، فقد عادت الحياة وعادت معها العروس بعد أن بدلت ثوبها الأسود، بثوبها الأبيض حيث الأمن والأمان للمستقبل القادم،مستقبل كل المصريين فبوابة الشرق تحتاج فقط تضافر المصريين وتوجيه إستثماراتهم إليها لإنها هي مستقبل قادم بكل قوة لما لها من مقومات تجعلها لا تقل عن الاسكندرية والعالمين ومرسي مطروح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى