مقالات

السرطان .. كيف انتشر ؟ وهل اكتمل الشفاء ؟

 

بقلم محمد مهدي

مرض السرطان يفتك بصاحبه ولكن سرطان الفكر يفتك بأمة ويخرب عقول .
جماعة الإخوان المسلمين والتي بدأت بصفتها حركة سلفيّة تقليديّة إصلاحيّة، لم تكن تكفّر المجتمعات الإسلاميّة القائمة ولا نظمها السياسيّة، وإنّما كانت بحسب زعمها تهدف إلى إصلاحها من الدّاخل ؛فقد كان تنظيم الإخوان المسلمين يقوم باستدراج المجتمع عبر الخدمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والضغط بالشعارات الأخلاقيّة والدينيّة الرنانة و ترسيخ الشعور بين أفراد المجتمع بالانتماء إلى أسرة واسعة متضامنة.
أمّا للوصول إلى أخونة الدولة، فقد خطّطوا لاختراق السلطات القائمة في جميع مستوياتها وأجهزتها بأيّ وسيلة كانت فتارة بالتحالف مع السلطة القائمة، وتارة بثورة الشارع وتارة بالعنف والإرهاب .
لقد جرّبوا جميع هذه الوسائل في مصر وغيرها من البلدان وغالبا ما انتهت تجاربهم بكوارث عليهم وعلى أوطاننا .
ومن الوسائل التي اعتمدوا عليها في نشر أفكارهم إنشاء منظومة تربويّة إخوانيّة خاصّة، تشمل رياض الأطفال والمعاهد والمدارس، واستقطاب المدرّسين والشباب القادر على التأثير في محيط مجتمعه .
كما اعتمدت الجماعة على التقرب من النّاس وتعويض علاقات التضامن والتكافل الّتي قصرت الأنظمة السابقة فيها وقامت بسد الفراغ الّذي تركته الدّولة، وذلك بتأسيس شبكة من الجمعيّات الخيريّة في مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعيّة .
هكذا انتشر سرطانهم الفكري وزاد فتكه بفضل وسائل إعلامهم ودعايتهم وبفضل الجهل وعدم الوعي المنتشر بين أفراد المجتمع.
حتى جاءت ثورة الثلاثين من يونيو فقوضت أحلامهم واستفاق الشعب المصري من غفلته وصارع السرطان واستكملت الجمهورية الجديدة طريق التعافي ولأجل التعافي الكامل ندعو الله أن يمن علينا باستمرار قائد الجمهورية الجديدة والجراح الماهر في استئصال السرطان عبد الفتاح السيسي.
لكن يجب أن نحذر كل الحذر فحريق الغابة يحدث من عود ثقاب واحد ، والرماد قد يتحول لنيران .
وختاما والأهم هو اكتمال الشفاء والتعافي الكامل الذي لن يحدث إلا بنشر الوعي والثقافة وإفساح المجال للمثقفين والحد من ضجيج السفهاء الذين يخربون العقول ويجعلوها عرضة لتقبل أي افكار هدامة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى