الفرق بين التفاوض والوساطة والتحكيم
بقلم م / مظلوم الزيات
التفاوض هو عمليه يمكن من خلالها حل النزاعات أو تسويه المعاملات بمختلف أنواعها أو إنشاء اتفاقيات بين الأفراد والجماعات ، ولعل من أشهر عمليات التفاوض في التاريخ كانت عملية التفاوض التي جرت بين قريش و بين النبي محمد(ص) فيما عرف بصلح الحديبية.
والتفاوض (Negotation): هو نوعا من النقاش الذي يتم بطريقه استراتيجيه لحل المشكله بشكل مقبول للطرفين اذ أن كل طرف يعمل علي إقناع الطرف الآخر بالموافقه علي وجهه نظره وتكون هذه النقاشات بين أفراد لديهم أهداف مختلفه يحاولون من خلالها التوصل الي إتفاق ، وأصبح التفاوض اليوم هو السبيل لإيجاد حلول مقبوله لكلا الطرفين في إيجاد نوع من التقارب بين المصالح المشتركه المتضاربه .
ومن البديهي انه إذا لم توجد قضيه نزاعيه فلا محل لوجود ما يمكن الخلاف عليه والتفاوض من أجله كما أنه قد توجد قضيه نزاعيه ولكن لا توجد مصلحه مشتركه فلا يوجد ما يدفع للتفاوض.
الفرق بين التفاوض والوساطه والتحكيم : يقصد بالوساطه قيام طرف ثالث خلاف الطرفين المعنيين بالتفاوض بالتوسط بينهما بغرض نقل وجهات النظر مابين الطرفين وتقريب وجهات النظر بين الطرفين حول القضيه موضوع النزاع أو الخلاف ويجب توافر الشروط التاليه في الوسيط :
أن يكون معروفا للطرفين .
أن يكون مصدر ثقه من جانب الطرفين.
يتمتع بالحياديه والموضوعيه وعدم التحيز .
عدم القيام بفرض آراء أو تصرفات علي أحد طرفي التفاوض.
أما بالنسبه للتحكيم فانه يعني قيام طرف ثالث بالتحكيم في النزاع أو الخلاف بين طرفين سواء كان ذلك اثناء التفاوض بسبب تعسره او بدون تفاوض عندما يفضل الطرفين التحكيم من اجراء حوار مباشر [ المحكم فرد او جهه].
ويشترط في المحكم : أن يكون معروفا للأطراف المتنازعه
ويتمتع بقبول أحكامه من الطرفين ويقوم بالتحكيم علي أساس معلومات موضوعية له الحق في الحصول علي كافة أنواع البيانات اللازمه لعمليه التحكيم من الاطراف المتنازعه نفسها.
الفرق بين التفاوض والمساومه : كثيرا ما يحدث لبس بين التفاوض والمساومه. المساومه مرتبطه عادة بالتبادل أي إنجاز أو كسب شئ في مقابل تقديم أو التنازل عن شئ ، ولذلك أن القاعده الوحيده والأساسية للمساومه أن كل إقتراح يتم في مقابل تنازل معين فهي عمليه مشروطه فليس هناك شئ علي الإطلاق يمكن الحصول عليه بدون مقابل.
ويتفق بعض الممارسين عمليا علي أن المساومه هي ليست التفاوض ، فالتفاوض أشمل بكثير من المساومه ولكنها تمثل مجرد جزء في هذا الشان حيث أن المساومه تنطوي علي عنصر الإشتراط وبالتالي تعكس التبادل للمنافع المشروط حيث يبدي أحد أطراف المساومه استعداده لتقديم تنازل معين بشرط يقدم الطرف الثاني تنازلا في المقابل.
وبالرغم من الإختلاف بين المساومه والتفاوض إلا أنه ربما يتم إستخدام المساومه كأحد الإستراتيجيات أو التكتيكات أثناء مرحله متقدمه من مراحل التفاوض ، كما قد تستخدم المساومه في ذلك النوع من المفاوضات الذي لا يأخذ في الإعتبار العلاقات المتبادله في المستقبل بين أطراف عمليه التفاوض وعند اذٍ فقد يقبل أحد الأطراف الإقتراح المقدم من الطرف الآخر بشرط موافقة الطرف صاحب الإقتراح علي تقديم تنازل فلذلك المساومه هي فائز – خاسر اما التفاوض – فائز فائز .
المساومه هي عمليه تنافسيه بينما التفاوض هو عمليه تعاونية. المساومه تنطوي علي اهتمامات متعارضه بينما التفاوض ينطوي علي اهتمامات عامه ومشتركة. المساومه ترتكز علي القوه بينما التفاوض يرتكز علي الثقه والمعلومات. المساومه تحل مشاكل وقتيه بينما التفاوض الناجح يحل الإتصالات المحرفه والمشوشه يمكن أن تساعد علي تحقيق المساومه ولكنها تحول دون تحقيق حل المشاكل المشتركه في التفاوض .
وختاما : من المداخل الفعاله للتفاوض المدخل الاداري الذي يطلق عليه [اسلوب حل المشاكل] والذي يعتمد علي تحديد المشكله أو قضيه النزاع أو الخلاف وتشخيصها جيدا وتحديد الأهداف أو الحلول المرغوبه ومرعاة المصالح والإهتمامات المشتركه مع الطرف الآخر والإعتماد علي الحوار و المناقشه المشتركه للبدائل واختيار البديل المناسب للحل والذي ربما يرضي جميع الاطراف ويجب اتباع اسلوب حل المشاكل في التفاوض وهي:
-التحديد الواضح للإهتمامات المشتركة
– مناقشة الاختلافات وتجنب الجدل
– البدء بالمسائل الرئيسيه او الحيويه-محاولة بناء الثقه دون المغالاه في ذلك
– التحرك ببطئ .
شروط نجاح التفاوض :
يمكن ان تؤثر هذه الاعتبارات في هذه المفاوضات : – التخطيط الجيد للتفاوض ؤاختيار الوقت المناسب. -استخدام الاستراتيجيه والتكتيك المناسب للمواقف المختلف -اختيار المفاوض الماهر المدرب ذو الخبره والعلم والثقافه اتقان اللغه التي يتم بها التفاوض [اذا امكن] . -الإتجاه الي الإستشاره والتحكيم وطلب وساطة الآخرين عند فشل التفاوض المباشر .
– العنايه الفائقه بتحديد مبادئ الإتفاق و صيانته و كتابه الاتفاقيات .