قصة

شاحن موبايل يكشف عن معاناه شاب منذ أكثر من 8 سنوات

 

بقلم :محمد أبوزيد

النهاردة وانا رايح أعمل” cv” علشان أقدمه لمجلة “المصور”وأنا خارج في طريقي للبيت كنت تعبان جداً والحر شديد جداً جداً قابلت شركة رنين لقيت فرد أمن واقف علي الباب قلتله هستأذنك ممكن أشرب قالي أتفضل وأعملك شاي كمان ،رديت بكل خجل قلتله كتر خيرك متشكر يا أبو الأصول وهوة بيطلع الكوباية من الشنطة لقيته طلع شواحن ، سماعات موبايل جديدة من الشنطة، خطر علي بالي أن ده أكيد شاب مكافح وبعد ما بيخلص شغل في المكان ده بيشتغل شغل تاني ، بس أنا حاجه شدتني أعرف الحكاية، قلتله أنا شايف أنك بتشتغل في الأمن وكمان بتشغل مندوب ممكن تديني سماعة أشتريها منك، قالي فداك أي حاجه يا غالي ،رديت وقلت يسلم لسانك وكلماتك اللي تسعد القلب .

رد وقالي السماعات دي لأخواتي البنات الخمسة أصل متعود من الصغر أن أي حاجه بجبها لنفسي لازم أجيب منها لإخواتي البنات حتي لو جبت شيكولاتة لازم هما كمان أجبلهم شيكولاتة قلت لنفسي ما أجمل هذه العلاقة الطبية وما أجمل من أنك تحب لأخيك كما تحب لنفسك ,قلتله أنت لازم تعرفني الحكاية ،قالي أنا شاب مسيحي أسمي “مايكل فايز ” أبلغ من العمر “32”سنة من المنيا مركز ملوي، أنا الولد الوحيد علي خمس ،بنات أخواتي بيشتغلو في مجال الأعلانات والمستوي الإجتماعي اللي هما فيه حالياً كويس جدا جدا والدي كان يعمل مساعد مأمور قسم وهو حاليا بالمعاش, ولكن قاسي القلب يتعامل معي بكل عنف لا يستمع لي، ولا يصاحبني، ولا يأخد رأي في أي شئ يتجاهلني معظم الوقت ،في يوم طلب مني أن أتزوج من بنت عمي ولكني رفضت ، لأن الهدف أن أتزوج منها وفي المقابل تتزوج أختي من هذه العائلة وهكذا فكان هذا المبدأ وهذه التقاليد تنتشر في العائلة وفي معظم أرجاء الصعيد ، لابد وان يتزوج الولد من أحد الأقارب والبنت هكذا من أجل الميراث.
أمي كانت في صفي وكانت توافقني الرأي ،اتفقنا علي حيلة أن أترك البيت حتي لا يتمكن أبي من أن يفرض عليه الزواج ، فالبتالي لا أتزوج من بنت عمي وهيكون هناك مبرر لأمي كي ترفض أن يتزوج البنات قبل الأخ الأ كبر وهو الولد الوحيد ، نجحت هذه المحاولة تركت المنزل ومرت سنه تلو الأخري، وأكثر من ستة أعوام وأنا تارك المنزل ،لنا شقه في مصر الجديدة، أجلس فيها حاليا وأعمل هنا في شركة رنين في الأمن ،وكنت أنتقل من مكان الي مكان ، حتي أستقريت هنا منذ فترة، عندي رصيد في البنك أبي أودع لي ولكل أخواتي لكل واحد منا مبلغ نصف مليون جنية ولكني لم أقترب منهم ابدا حتي الأن كي أثبت لأبي أنني قادر علي العيش بدونه واصرارة علي الذل ليه، وكسرة القلب اللي طول الوقت شايفها في كلماته تنتهي ،
تأتي امي واخوتي من الحين للأخر حتي أراهم فهم لي كل شئ هما السبب الوحيد اللي مخليني أصبر علي المعاناة اللي انا فيها وكلمه منهم بتسعدني وتطمني طول الوقت بتكلم معاهم طول الوقت في التليفون وأطمن علي أحوالهم ،وتستمر معاناتي وأحزاني لا تنتهي .
أنا بوجه رسالة لهذا الأب، ولكل أب أبنك أو بنتك أمانه هتسأل عليها يوم القيامة حب أولادك علموهم يحبو الخير للناس ذي ما بيحبوا لأنفسهم أزرعوا فيهم صلة الأرحام متفرقش في التعامل بين الأنباء ،أياك والعنف مستحيل هيجيب نتيجه مع الأطفال ،لما تكبر ،ورجلك مش هتقدر تشيلك هوة اللي هيشيلك ولما تموت كل أعمالك هتتقطع من الدنيا الا الولد الصالح الذي يدعوا لك ،الناس هتفتخر بيك وهتشوف الثقة الحقيقية في نفسك لما تلاقي ثمرة الكفاح بدأت تطرح دكتور أو مهندس أو معلم أو محامي او صحفي أسمك هيكبر بيهم وأسمهم هيكبر بيك أرجوكم أزرعوا الخير علشان تحصدوا الخير .

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

 
 
 
 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى