قصة

“عبود والهندر” قصة من الماضي الجميل . 

د. صالح العطوان الحيالي 

قصة من القصص الحقيقية التي كانت تحدث في الماضي الجميل عندما كانت الناس على طيبتها وسذاجتها وكنت لاتعرف القاضي من الموظف البسيط ولا المدير العام لأنها كلها كانت تصعد في نفس السيارة .” الهندر ” عبارة عن عصا حديدية على شكل حرف ” l ” في اللغة الإنكليزية تستخدم لتشغيل السيارات .

عبود سابق اجره يعمل بين بغداد والبصرة. في الخمسينات من القرن الماضي. في احد الايام وهو بالطريق في مشارف الديوانية شاهد راكب يلوح بيده يريد الذهاب للبصره فقال ( آخوان خليه بصعد رابع وياكم بالاخير ) اعترض احد الركاب يلبس ربطة انيقه وكان رد عبود ( يصعد وغصبن عليك. ) المهم صعد هذا الركاب وبالقرب من العمارة شاهد راكب اخر يلوح بيده فتوقف عبود اعترض نفس الراكب الانيق وكان رد عبود (يصعد خامس واذا حجيت اكسر رأسك بالهندر ) فسكت علي مضض رغم تداخل أضلع الركاب ولكن الخوف من تهديد عبود بضربهم ( بالهندر ) سكتوا. لما وصلوا الى كراج البصره ليلا ، قام هذا الراكب بأخذ رقم سيارة عبود وفي اليوم التالي فوجئ عبود بالشرطه. تسال عن صاحب السياره أخذوه من دون أي سوأل الى محكمة البصره وأدخلوه على الحاكم نظر عبود وهو مرعوب ان الحاكم هو ذالك الراكب الأنيق الذي هدده مرارا بضربه ( بالهندر ) فقال له الحاكم. ( تكسر راسي بالهندر ). فكان جواب عبود سيدي البارحه كان ( الهندر بيدي واليوم الهندر بيدك. وانته بكيفك ) ضحك الحاكم حتى كاد يسقط من الكرسي وأطلق سراح عبود واليوم الهندر للاسف بيد من لا يرحم لا بل يقتل ويفسد ويسرق المال العام .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى