سياحه وآثارمقالات

اعمال ترميم خاطئة بتماثيل طريق الكباش

كتب نصر سلامة 

ترددت على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك انتقادات حول اعمال ترميم واستكمال بعض التماثيل بطريق الكباش. 

وقد نشر الدكتور منصور بريك رايه حول هذا الموضوع من خالا صفحته الشخصية فيما يلي:

مشروع حفر وتنقيب وترميم طريق المواكب الكبري او طريق الكباش كما هو معروف ومشهور به واحدا من اهم واكبر واعظم المشاريع فى تاريخ الاثار المصرية القديمة ولن اتحدث هنا عن علماء الآثار الكبار الذين سبقونا فى الكشف عن هذا الطريق تفصيلا فكلنا يعلم أن الطريق كان قد تم الكشف عنه بواسطة كل من :
– المرحوم الدكتور زكريا غنيم عام ١٩٤٩م ومن بعده استكمل العمل المرحوم الدكتور -محمد عبدالقادر عام ١٩٥٨-١٩٦١ ثم -المرحوم الدكتور محمود عبدالرازق ١٩٦٤م والمرحوم الدكتور محمد الصغير ١٩٨٤-٢٠٠٢م وكان من اهم ما كشف عنه الدكتور محمد الصغير هو القطاع الذي يربط ما بين الصرح العاشر ومعبد موت وهو ما سنتحدث عنه لاحقا.
– كما قام بالتنقيب فى القطاع أمام معبد خونسو والذي كان ظاهرا وواضحا من قبل فى الثمانينات الأستاذ مجدي الملا والأستاذ عبدالحميد معروف ..
– حتى قمت وبمساعدة عظيمه وإنجاز كبير للدكتور سمير فرج محافظ الأقصر السابق والذي استطاع بصبره وحنكته الإدارية من ازالة جميع التعديات التى كانت على مسار طريق الكباش من بيوت لعل كان من اخطرها عزبة الصفيح والتى كانت تقع خلف كتيسة العدرا ونجع البهاجه ونجع ابوعصبه وكذلك زراعات ودور عبادة ومباني حكومية عديدةو عمل معي فريق رائع من الاثريين والمرممين والمهندسين والفنانين ومديري معبد الاقصر والكرنك الأستاذ إبراهيم سليمان والأستاذ سلطان عيد، هذا الفريق له الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى اتمام الكشف عن الطريق وترميمه وتجهيز لافتتاح الرسمي فى الفترة من ٢٠٠٥ وحتى ٢٠١١م ولمدة سبعة سنوات متواصلة دون توقف على مدار العام واستطعنا من اتمام الكشف عن كامل الطريق ولم يكن يتبقي لنا سوي الصف الشرقي من طريق الكباش فى القطاع أمام معبد خونسو حيث كان يتطلب الكشف عنه ازالة بيوت نجع ابوعصبه وكنا قد أنهينا الإتفاق مع الدكتور سمير فرج على بدأ الإزالة على ان يتحمل المجلس الأعلى للاثار ميزانية تعويض الاهالى بل وقد تم تحديد الافتتاح الرسمي للطريق والذي كان سيكون فى نهاية فبراير ٢٠١١م ونظرا لقيام ثورة يناير ٢٠١١م توقف العمل فى المشروع …حتى تم إعادة استئناف العمل فى ٢٠١٧م بعد ازالة نجع ابوعصبة فى استكمال الكشف عن الصف الشرقي من القطاع الواقع أمام معبد خونسو( انظر صورة هذا القطاع بعد إتمام الكشف عن الصف الشرقي فى ٢٠١٧) والذي لم نستطع استكمال تنقيبه بسبب الثورة..
وقد نشرت اعمال التنقيب التى قمنا بها فى عدة مقالات بلغات مختلفة وكذلك تم نشر كتابين يوثقان تلك الاعمال فى وزارة الآثار تحت عنوان،، طريق الالهه بين معابد الكرنك والاقصر،،
والكتاب الاخر تم نشره بالاشتراك مع جامعة بولى تكنكو الإيطالية فى عام ٢٠١٧م تحت عنوان ;
Sustainble Conservation and Urban Regeneration -Luxor Example..
فى هذا الكتاب تم توثيق جميع اعمال التنقيب والترميم للتماثيل التى استطعنا الكشف عنها والى بلغ عددها اكثر من ٢٦٤ تمثال كما تم رسم الطريق وحالة كل تمثال بخرائطGIS حيت استطاع فريق الترميم وباشراف فنى من الدكتور محمود مبروك من ترميم التماثيل التى كان يتم الكشف عنها وكذلك تجميع التماثيل التى كنا نكتشفها مكسورة ومحطمة الى اجزاء واستخدام مونه مكونة من الرمل والجير حتى يسهل فكها فى حالة الكشف عن جزء اخر من التمثال..
وما اسهبت به فى المقدمة هذه هو ملخص ما كنا نقوم به وطريقة العمل.
وهنا سأتحدث عن ترميم خطأ كبير تم ربما،(((عن دون قصد او بحسن نيه او عن عمد لعمل شكل جميل للطريق))). وهو ترميم تماثيل القطاع الواقع أمام معبد خونسو ، وتاريخيا هذا القطاع هو الوحيد الذي شيده الملك امنحوتب الثالث (١٤٠٠-١٣٥٣ قبل،) الميلاد والتماثيل هنا تعكس لتطور الفن فى عصر هذا الملك حيث شكلت على. هيئة كبش رابض ضخم ويقف أمام صدر كل كبش تمثال صغير للملك امنحوتب الثالث واعتقد ان تماثيل هذا القطاع ربما كانت تزين الطريق لمعبده الجنائزي فى البر الغربي ثم قام الكاهن بانجم الاول الذي اكمل معبد خونسو بنقلها لتزين واجهة المعبد، وعندما تولى اخناتون الحكم بعد والده ونزاعه الديني الكبير مع كهنة أمون رع قام بنشر رؤوس تماثيل هذا القطاع وتحطيمها تماما لانها تمثل رمزا لامون رع مع عدم تحطيمه لتماثيل والده التى تقف أمام صدر التماثيل، وتولى الحكم من بعده ابنه توت عنخ امون والذي اعاد مكانة امون رع لوضعها السابق بل وشرع فى انشاء اهم قطاع فى طريق الكباش وهو الذي يربط ما بين الصرح العاشر من معبد الكرنك الى معبد موت ونحت التماثيل على شكل جسم أسد كرمز لاله الشمس رع ورأس كبش كرمز للاله أمون على قواعد فخمة تشبه المقاصير مزينة من اعلى بالكورنيش المصري وجاء من بعد الملك حور محب ليكتب اسمه على قواعد تلك التماثيل وكذلك رمسيس الثاني ثم بانجم الاول،  وبالمناسبة هذا القطاع مصور على جدران المقبرة رقم ٢ فى دير المدينة وتلك المقبرة ترجع لعصر الاسرة١٩.

وكما ذكرنا فقد كشف هذا القطاع المرحوم الدكتور محمد الصغير وعثر على اغلب تماثيل وقواعد ذلك القطاع محطمه الا التمثال الرقم ٢١ فى الصف الغربي حيث عثر عليه كاملا ملقي فى احد آبار المياه الواقعة الى الشمال من قاعدته واستطاع المرحوم الدكتور محمد الصغير من ترميم العديد من التماثيل والقواعد فى هذا القطاع وقد عثر على بعض من رؤوس تماثيل الكباش فترك اثنين منهما بجوار الصف الشرقي من تماثيل هذا القطاع ورأس تمثال فى مدخل معبد موت، ونقل الباقي الى مخازن الكرنك.

وعندما كنا نتحدث عن المشروع لم نفكر فى اعادة ترميم تلك الرؤوس نظرا لصعوبة تلك العملية،  وحيث كنت اتابع استكمال العمل فى المشروع استوقفي خبر صحفى يقول انه تم العثور على اربعة رؤوس كباش أثناء العمل فى مشروع طريق الكباش وعند مطالعتي للصور المرفقة مع التقرير الصحفي لا حظت انها تشبه تلك الرؤوس التى كشف عنها المرحوم الدكتور محمد الصغير ولكن قلت فى نفسي حينها ربما كشفوا عن رؤوس جديدة بعد ازالة نجع ابوعصبة خلف الصف الغربي من القطاع الواقع أمام الصرح العاشر..وتم إفتتاح مشروع طريق الكباش فى احتفال مهيب ورائع شرفه بالحضور السيد رئيس الجمهورية فى٢٥ توفمبر ٢٠٢١م
ومن اسبوعين فقط كنت اطالع صور مشروع طريق الكباش علي شبكة الانترنت وصعقت من صور لبعض تماثيل الكباش بالقطاع أمام معبد خونسو بالصف الغربي حيث تم تركيب رؤوس الكباش التى كانت مكتشفه بالقطاع العاشر والتى انشأه الملك توت عنخ امون على رؤوس تماثيل جده امنحوتب الثالث بطريقة غير مهنية وغير علمية خاصة وان تلك الرؤوس حجمها اصغر من تماثيل الكباش فى هذا القطاع وكانت تشكل جزء من تمثال على هيئة أسد وليست كبش.
ونؤكد ان تدمير طريق الكباش الذي كان على مدار تاريخ طويل أهمها فى عصر اخناتون هو جزء مهم جدا من تاريخ الطريق وتاريخ طيبة القديم ويجب الحفاظ عليه.كذلك نوضح ان توت عنخ أمون لو كان يريد ترميم تلك الكباش فى عصره كان قد قام بذلك وكنا سنلاحظ اثار الترميم فى التماثيل حيث كان سينحت رؤوس الكباش مرة اخري وتثبيتها على رقبة تماثيل جده بعمل جزء بارز اسفل الرأس وحفر جزء مقابل غائرفى الرقبة لتثبيت الرأس بطريقة التعشيق وهي طريقة مصرية قديمة لترميم التماثيل ولكنه تركها هكذا وأنشأ القطاع الممتد من الصرح العشر حتى معبد الالهه موت .
لذا اتمنى ان يتم اعادة فك تلك الرؤوس من فوق تماثيل كباش امنحوتب الثالث وعرضها فى متحف الاقصر او بجوار القطاع الذي تنتمي اليه حفاظا على تاريخ طيبة القديم. 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى