«علموا أولادكم أيها السادة» ..انها مصر أرض الكنانة ناصرة الديانة حاملة التاريخ بأمانة

كتب : أحمد الكيلانى

عندما نتحدث عن أم الدنيا مصر نستخدم لغة القلب التى لا تخطئ فى التعبير الصادق ، ونجد أنفسنا سريعا نتوجه نحو موقعها الجغرافي المتميز بالنسبة للعالم ، فإن مصر تقع في الركن الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا، ولديها إمتداد آسيوي يتمثل في شبه جزيرة سيناء، يحدها شمالًا البحر المتوسط، جنوبًا السودان، شرقًا البحر الأحمر، غربًا ليبيا‎ كموقع جغرافي عظيم منحها شخصية متفردة بجمال المناخ والطبيعة الساحرة وتنوع فى محاصيلها الزراعية.

وعندما نتحدث عن تاريخ الحضارة المصرية القديمة يقف العالم أجمع منبهرا بهذه الحضارة العظيمة ، إن تاريخ الحضارة المصرية القديمة أطول تاريخ مستمر لدولة فى العالم إلى ما يزيد عن 7000 عام قبل الميلاد عرفته البشرية ، حيث تتميز مصر بوجود نهر النيل الذي يشق أرضها والذي اعتبر عامل مساعد لقيام حضارة عريقة بها وما نتج عنه من التنوع في زراعة المحاصيل .

إن مصر أرض مباركة لها تاريخ وحضارة يشهد لها العالم أجمع ، أُطلِق عليها العديد من الألفاظ والألقاب تكريما لها عبر العصور المختلفة ، فهى أرض الكنانة نسبةً لكونها تقع في قلب الصحراء، كما أنّ واديها محفوظٌ بين حافّتَي الهضبة، وأنها امتازت بأنها أرض صحراويّة قاحلة شديدة الجفاف لا يستطيع أن يمرّ منها الغزاة أو يقطعونها إلّا بصعوبةٍ بالغة على عكس المناطق الأخرى، مثل بلاد شمال العرب، أو آسيا التي يمرّ منها الغزاة ويهاجر عبرها الجميع ولا تحميها الهضاب ، فقد كانت صحراء مصر بمثابة الحاجز المنيع والحصن الذى يمنع المرور إليها أو الاعتداء عليها ، ومن يتجرأ على الاعتداء عليها يجد الهزيمة والخسارة الفادحة فهى محفوظة ومباركة من عند الله تعالى.

مصر التى ذكرت فى القران الكريم 5 مرات بالتصريح و30 مره بالتلويح ، فقدم إليها الخليل سيدنا إبراهيم عليه السلام وتزوج من السيدة هاجر ، وقدم إليها سيدنا يوسف الصديق عليه السلام ، وقدم إليها سيدنا يعقوب عليه السلام وسيدنا موسى عليه السلام على أرضها ، كما لجأت إليها العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار وقاموا برحلة تاريخية مباركة في أرضها المباركة العظيمة وكان زواج النبي الأعظم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاه والسلام من السيدة مارية القبطية المصرية ، أنها حقا أرض مباركة.

مصر تاريخ كبير لا ينكره غير الحاقدين والحاسدين وأن أهل مصر فى رباط إلى يوم القيامة من خلال قول الرسول الكريم: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال الصديق أبو بكر: لم يا رسول الله؟ قال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة»، وأنها ذكرت في القرآن في مواضع كثيرة،مثل قوله تعالى: “اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ” وقوله تعالى: “وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ” وقوله: “ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”.

إنها البلد الذى صدر الإسلام للدنيا كلها ، كما صدر علم الإسلام إلى علماء الدنيا كلها ، البلد الذي رد همجية التتار وهجوم الصليبيين على الإسلام والمسلمين.

مصر الحضارة والعلم ،فهى دولة تاريخية جاءت أولا ثم جاء التاريخ بعد ذلك عاش فى مصر الكثير من العلماء والائمة مثل : الإمام الشافعى وشيخ الإسلام بن تيمية ، وابن حجر العسقلانى ، والإمام الشاطبى وولد فيها جعفر المتوكل على الله من الخلفاء.

وعندما نتحدث عن العصر الحديث فإن هناك الكثير من النماذج الناجحة من العلماء المصريين نذكر منهم :
أحمد زويل:عالم نوبل، المولود في 1946 بمدينة دمنهور ودرس في مصر حتى تخرج في جامعة الإسكندرية التي حصل منها على بكالوريوس العلوم 1967.
فاروق الباز :أشهر العلماء المصريين على مستوى مصر والعالم في مجال الجيولوجيا، وهو من مواليد محافظة الشرقية 1938، وحاصل على البكالوريوس من جامعة عين شمس.
مجدي يعقوب:ابن محافظة الشرقية الذي ولد عام 1935، وتعلم الطب بجامعة القاهرة، ثم سافر 1962 إلى بريطانيا ليستكمل تعليمه وحياته الطبية.
محمد العريان: ولد العريان في عام 1958 بالقاهرة، وحصل على شهادته الجامعية من «كامبردج» الخبير الاقتصادي العالمي فحصل على الجنسية الأمريكية ويعد أول مصري يحصل على منصب رئيس مجلس التنمية العالمي التابع للبيت الأبيض.
هاني عازر: رجل الأنفاق المصري الألماني العالمي، ولد بمدينة طنطا بمحافظة الغربية 1948، ومر بظروف صعبة في حياته مع اسرته مما اضطره إلى العمل بائع جرائد في بداية حياته.
عصام حجي:عالم الفلك والكواكب والسماء، هكذا هو الدكتور عصام حجي عالم الفضاء المصري بوكالة ناسا الأمريكية والمستشار العلمي للرئيس السابق عدلي منصور.
مصطفى السيد: العالم مصطفى السيد صاحب مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب عن غيره من العلماء، فحصل على الجنسية الأمريكية بجانب حصوله على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعد أعلى وسام أمريكي في العلوم 2008م.