مقالات

النقد والتجريح

بقلم ياسر منيسى

مما لاشك فيه أن بعض الأشخاص قد تجهل المعنى الحقيقي للنقد criticism فهم يعتقدون أن مفهوم النقد هو إظهار العيوب والسلبيات وإستخدام طريقة للتعبير عن ذلك وقد تكون تلك الطريقة خاطئة فقد تتعدى مرحلة النقد إلى ما نطلق عليه تجريح وخوض في أمانة ونزاهة الشخص وذلك بإتهامه بالفساد والرشوة وغير ذلك. والآن يجب أن نتفهم معنى النقد فهو يعني إظهار السلبيات والإيجابيات على حد سواء ويجب أن يكون الناقد موضوعياً في نقده. هناك نوعان من النقد واحدهما يسمى النقد السلبي أو الهدام destructive criticism وهذا النوع من النقد لا يرى سوى جوانب النقص والعيون من وجهة نظره بل أن الأمر قد يتعدى ذلك إلى إلصاق إتهامات باطلة دون تحري الدقة في تلك الاتهامات المنسوبة للشخص الذي يتعرض للنقد. قد يكون إحدى أسباب هذا النوع من النقد الغيرة لدى الناقد ورغبته في عدم إظهار اي جوانب مشرقة داخل أي شخص آخر وقد يكون بسبب الفهم الخاطئ وعدم الإلمام بجوانب الموضوع كاملة والأسباب التي دعت الشخص للقيام بذلك أو عدم تمتع الناقد ببصيرة ورؤية فهو شخص ضيق الأفق narrow_minded وأي تصرف يختلف عن التصرف الصحيح من وجهة نظره يعتبر إنحراف عن الطريق القويم. يجب علي الناقد أن يؤمن بمبدأ رأيي صواب يحتمل الخطأ وراي غيري خطأ يحتمل الصواب وبذلك يترك مساحة داخل نفسه بأن التصرف الذي قام به الشخص الذي يتعرض للنقد قد يكون صحيحاً في ضوء الظروف والملابسات. والنوع الآخر وهو النقد الإيجابي constructive criticism والمقصود بذلك هو ألا يكون النقد من أجل النقد فقط وان يتم إظهار الإيجابيات إلى جانب السلبيات وتقديم إقتراحات لمعالجة جوانب النقص والسلبيات. ويجب ألا يتعرض الناقد للشخص والجوانب الشخصية طالما ليس لها تأثير على قرارات الفرد فنحن ننتقد تصرفات ويجب أن نعلم أننا لا نكره الأشخاص في حد ذاتهم ولكن نكره تصرفاتهم ويجب ألا تطال الأتهامات سمعة الفرد وشرفه دون وجود دليل كما يجب علينا أن نترك في قلوبنا مكاناً لمن يخطأ وان نعطيه فرصة ثانية second chance إذا مآ إعترف بالخطأ وقرر إصلاح نفسه والعودة إلى الطريق الصحيح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى