مقالات

يوم الحصاد

بقلم عبير مدين

حالة من الحزن لست أدري ما سببها تجتاح الشارع المصري كأنها مفاجأة بسبب هزيمة مصر ٢ صفر من أثيوبيا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية وكأن المباراة كانت مناورة سياسية عسكرية على ملء وتشغيل سد النهضة! وكأن كان هناك رهان خفي على هذا السد! وأن هزيمة إثيوبيا في المباراة كانت مطلب شعبي وهي الحل الذي يشفي غليلنا ونحن نرى إرادتها ترتفع فوق الجميع مع كل تعلية للسد وكل متر مكعب مياه تخزنه.
لن أقول الجملة المعتادة التي تبثها الروح الرياضية أن الكرة مكسب و خسارة لكن أقول الهزيمة دائما متوقعة عندما يقود الفساد أي منظومة، سنوات من إهدار المال العام على لعبه لم نجني من ورائها مكسب، سنوات من اللاتخطيط ونريد أن نجني ثمارا شهية
سنوات نتغنى بحضارة سبعة آلاف سنة ولم نضع طوبة لبناء المستقبل!
الثبات في حلبة السباق يجعلك تتراجع والعالم يجري ويتطور من حولك
الحقد على أثيوبيا لن يغير واقع مالم نتطور ونجري نحن أيضا إثيوبيا من وجهة نظري تستحق التهنئة لأنها انشغلت ببناء مستقبلها، لأنها استطاعت فرض إرادتها ونحن في غيبوبة نتغني بانتصارات الماضي و نهدم الحاضر ونضيع المستقبل تركنا التخطيط والعمل الجاد واكتفينا أن نرفع أيدينا بالدعاء على الأعداء و المنافسين والنتيجة تقهقرنا وتقدمهم، هزيمتنا و انتصارهم
الدروشة الدينية لن تصلح ما فسد ولن ترفع ما سقط ليس تقليلا من شأن الدين ولا نزعة للعلمانية ولا ميولا للكفر كما سوف يسارع البعض بإتهامي ولكن كلامي نابع من الدين الصحيح بعيدا عن أي دروشة. الدين الذي حث على العمل قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله)
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (اعقلها وتوكل على الله)
الأخذ بالأسباب الميسرة والمشروعة عند التخطيط لعمل ما يأتي أولا ثم بعد ذلك نتوكل على الله و نتخذ القرار ونبدأ التنفيذ ، عندها سنجد التوفيق والنجاح أمامنا و حليفنا، من جد وجد ومن زرع حصد اليوم يوم الحصاد نحصد فيه ما زرعناه و للأسف أتى ثمارا مره لأن الزارع فاسد.
الواقع أشعر أننا لن نتعظ لأننا نبحث دائما عن مبررات للفشل وشماعة نعلق عليها أي إخفاق و نكتفي بالدعاء لا أبالغ إن قلت أن هذا من وجهة نظري أحد اسباب انتشار الإلحاد في الوطن العربي ١٤ مليون ملحد في مهد الرسالات السماوية زرعنا التكاسل في نفوس أجيال و تركناهم ينتظرون السماء تمطر ذهبا و فضة تركنا أنفسنا نعيش في وهم أن ما نحن عليه نتيجة الحسد والعين والسحر الأعمال السفلية و العلوية وجلسنا ننعي حظنا وكأن كل هذه الأمور خلقت للمصريين والعرب فقط!
نتعجب ونتحدث عن نظرية المؤامرة والحقيقة أننا من نتآمر على أنفسنا بإغفال أعيننا عن الفساد وتركه دون القضاء عليه، تركناه ينمو ويتكاثر ، وكأن الثورات التي قامت و اسقطت أنظمة للقضاء عليه ما قامت ولا كانت وكأنك ياابو زيد ماغزيت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى